ما الفرق بين : { حسناً } و { إحساناً } ؟

عدد المساهمات : 1378 تاريخ التسجيل : 11/05/2011

ما الفرق بين : { حسناً } و { إحساناً } ؟
ما الفرق بين كلمتي { إحسانا } و { حسنا } في القرآن الكريم ؟
● وردتْ كلمة 《 إحساناً 》في خمس آيات :
︎في قوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بني إِسْرَائِيلَ
لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ الله وبالوالدين إِحْسَاناً }
[ البقرة : 83 ]
︎وفي سورة النساء : { واعبدوا الله وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ
شَيْئاً وبالوالدين إِحْسَاناً . . . }
[ النساء : 36 ]
︎وفي الأنعام : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ
أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وبالوالدين إِحْسَاناً }
[ الأنعام : 151 ]
︎وفي الإسراء : { وقضى رَبُّكَ أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ إِيَّاهُ
وبالوالدين إِحْسَاناً . . . }
[ الإسراء : 23 ]
︎وفي الأحقاف : { وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً
حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً . . . }
[ الأحقاف : 15 ]
● ووردت كلمة ( حسنا ) في آية واحدة :
︎في سورة العنكبوت :
{ وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حُسْناً . . . }
[ العنكبوت : 8 ]
︎وجاءت الوصية بالوالدين دون ذكر لهاتين الكلمتين : ( حُسْناً وإحساناً ) في سورة لقمان :
{ وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ ..}
[ لقمان : 14 ]
☆ أولاً المراتب : الإحسان أكرم من الحُسن ، تعامل
الإنسان حسناً أمر عادي لكن أن تحسن إليه هذه مرتبة
أعلى من الحسن .
قال تعالى :
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ
وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ
الْمَصِيرُ }
[ لقمان : 14 ]
وقال تعالى :
{ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }
[ لقمان : 15 ]
بينما في العنكبوت قال تعالى :
{ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي }
الوالدان في آية لقمان أشد كفراً يشترطون عليه الكفر
{ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي }
وفي العنكبوت :
{ لتشرك بي }
اللام هنا للتعليل .
{ على أن }
أقوى للتشرط وفيها الإستعلاء .
فلما كان في العنكبوت أقل المجاهدة قال :
{ حسناً }
ليست كالتي في لقمان .
وفي لقمان قال تعالى :
{ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }
وكل وصية لقمان في المصاحبة مصاحبة الأب لابنه
ينصحه ويعلمه ومصاحبة الإبن لأبيه ومصاحبته مع
الناس ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وأكثر وصية
لقمان في المصاحبة كيف يتعامل مع الآخرين ، في
المصاحبة :
{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ¤ وَلَا
تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ
لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ¤ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ
وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }
[ سورة لقمان : 17- 18-19 ]
︎في العنكبوت ما دام المسألة أقل من ذلك صاحبهما .
︎في الأحقاف لم يجاهداه على شيء :
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا
وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا }
[ سورة الأحقاف : 15 ]
هذان أبوان مؤمنان .
أولاً ذكر حالتهم .
︎في لقمان قال تعالى :
{ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ }
لم يذكر الوضع وإنما ذكر الحمل فقط ، في الأحقاف
ذكر الحمل والوضع :
{ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا }
لأن أحياناً الإنسان شيئاً صعباً لكن يضعه بيسر لكن
هنا الحالتين كره ألا يستحق الأبوين الإحسان؟ وهما
مؤمنان ومستمران :
{ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ
خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }
[ الأحقاف : 17 ]
︎ إذن هذان الأبوان مؤمنان لذا إستحقا الإحسان أعلى
درجة من الحسن .
︎وفي العنكبوت إستحقا الحسن في المعاملة .
︎وفي لقمان لما جاهداه مجاهدة قوية قال صاحبهما .
هذا والله تعالى أعلم
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين .
د . فاضل السامرائي ( بتصرف )

» الفرق بين الحال والتمييز
» الفرق بين القرآن والحديث القدسي