حتى لا تزول المروءة!
فيما حكوا : بينما أحد فرسان العرب يجتاز على جواده بادية اشتد فيها القيظ , وتحولت رمالها إلى ما يشبه الجمر ,لقي في طريقه رجلا ً كان يمشي على قدميه وهو حاف , فرق له الفارس , فنزل عن فرسه ، ودعى الرجل الماشي للركوب على جواده , لكن الماشي كان لصا ًمتمرساً في سرقة الخيل ،فما تمكن من ظهر الجواد حتى عدا به لا يلوي على شيء ,فناداه صاحبه قائلا ً له : لقد وهبتك الجواد ،
فلن أسأل عنه بعد اليوم , ولكني أطلب ُ إليكَ أن تكتم هذا الأمر عن الناس ، كي لا ينتشر بين قبائل العرب , فلا يُغيث ُ القوي الضعيف , ولا يرق الراكب للماشي ،فتزول المروءة . فلما سمع اللص كلامه , أخذه الحياء , وأعاد الجواد إلى صاحبه , ولم يرض أن يكون أول داع ٍ إلى القضاء على المروءة !