قصيدة هنا القاهرة للشاعر خالد الطبلاوي
إذا ما نظرت من الطائرة = ستعرف أن هنا القاهرة
وأن الذي شقها ليس نيلاً = ولكنها طعنةٌ غادرة
هنا ثورة قد محاها الغباء = ودنيا تمزقُ في الآخرة
هنا مصر تفقد أبناءها = وفي عينها نظرةٌ حائرة
هنا الدم يجري على الأرض ماءً = هنا يُقصفُ الفكرُ بالطائرة
هنا المسرحياتُ والمخرجون = قطارٌ يسير بلا قاطرة
وقسٌ تجلى وشيخٌ تخلى = لتشرح ملتَنا العاهرة
وشيخٌ تحلى بعقد الفتاوى = وشيخٌ تدور به الدائرة
وآخرُ في الجب ثاروا عليه = وألقوه في ليلةٍ غابرة
وفوق المساجد راح الصليبُ = يبوح بترنيمةٍ ماكرة
هنا حرةٌ مزقوا سترها = لترتاح في فحشها الفاجرة
هنا الضدُّ والضدُّ في كل شيءٍ = يعيشان في قصة ساخرة
هنا الناس تصنع ثوراتها = وتأكلها عجوةً فاخرة
هنا الجند غادر كل الحدود = ليضرب في القلب والخاصرة
هنا الموت أقرب من ناظريك = يواتيك في البرد والهاجرة
فإن شئت ذبحاً وإن شئت حرقاً = وإن شئت من طلقةٍ غادرة
وللأرض عطرٌ من الراحلين = بمسك دمائهم الطاهرة
هنا الثابتون هنا الصامدون = وأحلامهم للردى عابرة
فإن عشت كنت مع الميتين = وتلك إذاً كرة خاسرة
وإن شئت فامض مع الخالدين = إلى جنةٍ بالرضا عامرة