اْعدَدْتُ مِن شِعري كؤوساً للذي
أدْمى القلوبَ تَدلّلا ًوغُرورا
وغزَلْتُ مِن سِحْرِ الكَلامِ لهُ رُقىً
وعصَرْتُ مِن كَرْمِ القَصيدِ خُمورا
ونسَجْتُ مِن صُوَرِ الصَّبابةِ قِصّةً
أحْكمْتُ فيها السَّبْكَ والتَّّصْويرا
واختَرْتُ مِن دُنيا الغَرام ِ مَواقفاً
جَوَّدْتُ فيها البَوْحَ والتَّعْبيرا
وسَكَبْتُ في أذُنيْكِ أعْذَبَ خَمرةٍ
في الصَّخْرِ تُحْدِثُ لَوْ جَرَتْ تَأثيرا
إنّي ظنَنْتُ مِن الجَهالةِ أنَّني
سَأعودُ عنْهُ مُظفَّراً مَنْصورا
وجَهِلْتُ أنّي في يديْهِ سَأغْتدي
عَبْداً يَذوقُ على يديْهِ سَعيرا
يا نَظرةً ما كنْتُ أحْسبُ أّنَّها
سَتسوقُ لي قدَراً جَرى مَقْدورا
يا نَظرةً فَضَحتْ حَقيقةَ مُهْجةٍ
قدْ كانَ عنْها ضَعْفُها مَسْتورا
فإذا بروحي يَسْتقي مِن جفْنِهِ
كأساً غَدا مِن سِحْرِهِ مَسْحورا
وإذا أكاذيبُ المَشاعرِ تغْتدي
صِدْقاً وزَخْرفةُ الكَلامِ شُعورا
ما الحُبُّ إلا جمْرةٌ ما مَسَّها
أحَدٌ ورَاحَ بِمَسِّها مَسرورا
ما الحُبُّ لعبَةَ عابثٍ لكنَّّهُ
نارٌ يَراها مَن يَراها نُورا
لوْ كنتُ أعْلمُ ما نِهايةَ قِصَّتي
لمْ اْنْوِ في تلكَ الطَّريقِ مَسيرا
لكنَّ ذا قَدَري ومَن ذاكَ الذي
يَسْطيعُ في قَدَرٍ لهُ تغْييرا
*سعيد يعقوب
_________________