الشاعر محمد أحمد محجوب
الفردوس المفقود ( الأندلس )
1. نزلت شطك بعد البين ولهانا : فذقت فيك من التبريح ألوانا
2. وسرت فيك غريبا ظل سامره : داراً وشوقاٍ وأحباباً وإخوانا
3. فلا اللسان لسان العرب نعرفه : ولا الزمان كما كنا وما كانا
4. ولا الخمائل تشجينا بلابلها : ولا النسيم سقاه الطل يلقانا
5. ولا المساجد يسعى في مآذنها : مع العشيات صوت الله ريانا
6. كم فارس فيك أوفى المجد شرعته : وأورد الخيل وجداناً وشطآنا
7. وشاد للعرب أمجاداً مؤثلة : دانت لسطوته الدنيا وما دانا
8. وهلهل الشعر زفزافاً مقاطعه : وفجر الروض أطيافاً وألحانا
9. يسعى إلى الله في محرابه ورعا :ً وللجمال يمد الروح قربانا
10. لم يبق منك سوى ذكرى تؤرقنا: وغير دار هوىً أصغت لنجوانا
11. أكاد أسمع صوت واجفة : من الرقيب تمنى طيب لقيانا
12. الله أكبر هذا الحسن أعرفه : ريان يضحك أعطافاً وأجفانا
13. أثار في شجوناً كنت أكتمها : عفاً وأذكر وادي النيل هيمانا
14. فللعيون جمال سحره قدر : وللقدود إباء يفضح البانا
15. فتلك دعد سواد الشعر كللها : أختي لقيتك بعد الهجر أزمانا
16. أختي لقيتك لكن أين سامرنا : في السالفات ؟ فهذا البعد أشقانا
17. أختي لقيت ولكن ليس تعرفني : فقد تباعد بعد الهجر دعوانا
18. طفنا بقرطبة الفيحاء نسألها : عن الجدود وعن أثار مروانا
19. عن المساجد قد طالت منائرها : تعانق السحب تسبيحاً وعرفانا
20. وعن ملاعب كانت للهوى قدسا: وعن مسارح حسن كن بستانا
21. وعن حبيب يزين التاج مفرقه : والعقد جال على النهدين ظمآنا
22. أبو الوليد تغنى في مرابعها : وأجج الشوق نيرانا ً وأشجانا
23. لم ينسه السجن أعطافاً مرنحة: ولا حبيب بخمر الدل نشوانا
24. فما تغرب إلا عن ديارهم : والقلب ظل بذلك الحب ولهانا
25. فكم تذكر أيام الهوى شرقاً : وكم تذكر أعطافا وأردانا
26. قد هاج منه هوى ولادة شجنا :ً برحاً وشوقاً وتغريداً وتحنانا
27. أبا الوليد أعنّي ضاع تالدنا : وقد تناوح أحجاراً وجدرانا
28. هذي فلسطين كادت والوغى دول : ٌ تكون أندلساً أخرى وأحزانا
29. كنا سراة تخيف الكون وحدتنا : واليوم صرنا لأهل الشرك عبدانا
30. نغدو على الذل أحزابا مفرقة : ونحن كنا لحزب الله فرسانا
31. رماحنا في جبين الشمس مشرعة : والأرض كانت لحزب الله ميدانا
32. أبا الوليد عقدنا العزم أن لنا : في غمرة الثأر ميعاداً وبرهانا
33. الجرح وحدنا والثأر جمعنا : للنصر فيه إرادات ووجدانا
34. لهفي على القدس في البأساء دامية: نفديك يا قدس أرواحا ً وأبدانا
35. سنجعل الأرض بركاناً نفجره : في وجه باغ ٍِ يراه الله شيطانا
36. وينمحي العار في رأد الضحى فنرى : أن العروبة تبني مجدها الآنا
موضوع: الفردوس المفقود 
الأربعاء مايو 18, 2016 6:22 pm