هل تبكي السماء والأرض على أحد؟
قال علي - رضي الله عنه - ( إذا مات المؤمن بكى عليه موضعان موضع في الأرض وموضع في السماء أما موضع الأرض فموضع سجوده وأما موضع السماء فموضع ارتفاع عمله .. ثم تلا " فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ")
عن سعيد بن جبير قال:
أتى ابن عباس رجل فقال: يا أبا عباس أرأيت قول الله: (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين)
فهل تبكي السماء والأرض على أحد؟
قال: نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا وله باب في السماء منه ينزل رزقه، وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه، بكى عليه، وإذا فقده مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله فيها بكت عليه، وإن قوم فرعون لم تكن لهم في الأرض آثار صالحة، ولم يكن يصعد إلى الله منهم خير، فلم تبك عليهم السماء والأرض.
وعن مجاهد قال: قلت له: أتبكي الأرض؟
فقال: أتعجب؟
وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود؟ وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها دويّ كدويّ النحل؟
وقال قتادة: كانوا أهون على الله من أن تبكي عليهم السماء والأرض.
تفسير ابن كثير رحمه الله
_________________