التعجب :
التعجب ــ لغة ــ هو التعبير عن الانفعال لأمر ما إعجابا به واندهاشا له
صيغ التعجب :
لأسلوب التعجب صيغ متعددة ؛ سماعية وقياسية. فالصيغ القياسية لا تتعدى صيغتين قياسيتين اثنتين هما ما ذكرناهما آنفا :
أ ــ صيغة "ما أفعل .... " كقولنا : ما أصعب ، ما أقبح ...
ب ــ صيغة "أفعل بـ ..." مثل : أعظم ب... ، أكرم ب... ، أجمل ب...
إذن
للتعجب صيغتان قياسيتان ، وهما :
ما أفعله - أفعل به
الصيغة الأولى ( ما أفعله ) :
وتتكون من :
أ ــ ما التعجبية : وهي اسم نكرة تامة بمعنى "شيء عظيم " ، وتعرب دائما مبتدأ.
ب ــ الفعل الماضي : وهو الفعل الماضي الذي يأتي دائما بعد ما التعجبية ، وهو فعل التعجب ، وفاعله ضمير مستتر يعود على "ما" .
ج ــ المتعجب منه : وهو الاسم الذي يرد بعد "ما" والفعل الماضي. وحكمه أن يكون منصوبا باعتباره مفعولا به.
مثل : ما أعظمَ الأطلسَ!
ــ فـ "ما" : تعجبية.
ــ أعظم : فعل ماض ، وهو فعل التعجب.
ــ الأطلس : متعجب منه ، ويعرب مفعولا به منصوبا.
الصيغة الثانية ( أفعل به ) :
إذا كان التعجب بصيغة "أفعل به" ،
مثل : أَعْظِمْ بالتضامنِ ــ
فإن عناصر أسلوب التعجب ــ تصبح كما يلي :
أ ــ فعل التعجب : وهو "أعظمْ" ، ونعتبره فعلا ماضيا جاء على صورة الأمر، ولهذا فهو مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره السكون الذي اقتضته صيغة الأمر.
ب ــ المتعجب منه : وهو الاسم الذي يرد بعد فعل التعجب (بالتضامنِ) ؛ وحكمه أن يكون مجرورا بالباء لفظا ، في محل رفع فاعل ، لأن أصل الجملة في قولنا (أعظم بالتضامن!) هو : عَظُمَ التضامنُ.
3 ــ طرق التعجب وشروطه :
يتعجب من الفعل بطريقتين :
أ ــ طريقة مباشِرة : ونعتمدها إذا استوفى الفعل المراد التعجب منه الشروط السبعة وهي : أن يكون الفعل ثلاثيا ، متصرفا ، تاما ، مثبتا ، مبنيا للمعلوم ،قابلا للتفاضل ، وغير دال على لون أو عيب أو حلية. ففي هذه الحالة نصوغ أسلوب التعجب من الفعل مباشرةً على صيغة "ما أفعل" أو" أفعل ب..."
كقولنا : كَرُمَ المحسن ــ ما أكرم المحسنَ أو أكرمْ بالمحسنِ.
ب ــ طريقة غير مباشرة : ونلجأ إليها إذا كان الفعل غير ثلاثي (نحسنُ) ، أو كان فعلا ناقصا ( كان ، كاد ...) ، أو كان دالا على عيب أو حلية أو لون (حَمِرَتِ الوردةُ) ؛ ففي هذه الحالات نقوم بما يلي :
ــ الإتيان بصيغة تعجبية مناسبة : ما أشد ، ما أكثر ، ما أحسن ـ ما أفضل أو أشدد ب ... وأَكْثِرْ ب ...
ــ ثم الإتيان بالمصدر الصريح من الفعل المراد التعجب منه كقولنا في : صَفِرَتِ الأوراقُ : ما أَشَدَّ اصفرارَ الأوراقِ ، أو : أَشْدِدْ باصفرارِ الأوراقِ؛
أو في قولنا : كان الدواء غاليا : ما أصعب كونَ الدواءِ غاليا.أو قولنا في : سَوِدَتْ عيناه : ما أشدَّ سوادَ عينيه !
ــ وإذا كان الفعل منفيا ( لا يصدق ، لا يعلم الحقيقة...) أوكان مبنيا للمجهول ( قرئ الكتاب في أسبوع) ، فإنه يتم الإتيان بالمصدر المؤول ( وهو ما تكون من أن والفعل المضارع ) بعد فعل التعجب المساعد كما هوالشأن بالنسبة إلى الأمثلة السابقة : ما أروعَ أَنْ يُقْرَأَ الكتاب في أسبوع ! ــ أَقْبِحْ بألا يصدقَ الصانعُ!
_________________