قوله تعالى ( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين * فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون ) البقرة _ 95 .
وقوله ( وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين * فبدل الذين ظلموا منهم قولاً غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزاً من السماء بما كانوا يظلمون ) الأعراف _ 161 .
1. قوله في البقرة ( فكلوا ) لأنه أمرهم بالدخول وهو سريع الانقضاء والفاء للتعقيب وفي الأعراف ( وكلوا ) لأنه أمرهم بالسكنى وهي الاستقرار وهي ممتدة .
2. قوله ( رغدا) في سورة البقرة وحذفها من الأعراف له مقصد بليغ ، فإنه لما أسند القول إليه تعالى فقال ( وإذ قلنا ) ناسب أن يذكر ما يدل على إفاضة النعم فقال
( رغداً ) وفي الأعراف لما بني الفعل للمجهول ( وإذ قيل ) لم تذكر لأنه لم يسند إلى الله تعالى .
3. قوله في البقرة ( وسنزيد المحسنين ) عاطفاً بالواو ليكون اتصاله بما قبله أقوى بسبب إسناد القول إلى الله ( وإذ قلنا ) أما في الأعراف فلما لم يسند ناسب أن يكون استئنافاً .
4. قوله في البقرة ( فبدل الذين ظلموا ) وزاد في الأعراف ( منهم ) لأن الذين ظلموا في البقرة هم المخاطبين وهم الذين غيروا وبدلوا أما الأعراف فلأن أول قصة أصحاب موسى فيها تخصيص قال الله ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) فذكر أن منهم من يفعل ذلك ثم عدد صنوف إنعامه وأوامره فلما انتهت قال
( فبدل الذين ظلموا منهم ) مخصصاً من بدل منهم وظلم وليكون آخر الآيات متوافقاً مع أولها .
5. وفي البقرة قال ( نغفر لكم خطاياكم ) وفي الأعراف ( نغفر لكم خطيئاتكم ) وخطايا جمع تكسير يدل على الكثرة على وزن ( فعالى ) من أوزان الكثرة ، وخطيئات : الذي يجمع بالألف والتاء إذ لم تدخل عليه (أل) يدل على القلة والعلة في التفرقة إنه لما أسند القول في البقرة إلى الله ناسب تكثير النعم وجوده ومغفرته فكأنه قال : نغفر لكم خطاياكم وعكسه في الأعراف