قال معروف الرّصافي فيما يشبه السحر وهو من أعذب الغزل المعاصر:
قامت تَمِيسُ بأعطافٍ وأوْراكِ
رقصًا على نغماتِ المِقْوَل الحاكي
حَوراءُ جاءت وكلٌّ في مَسَرَّتِه
لاهٍ، وراحت وكلٌّ طَرْفُه باكِي
شَكَوتُ مِن خَصرِها ضَعفًا، وقلت لها:
مَلِيكةَ الحُسنِ، هل عَطفٌ على الشّاكي؟
فاستَضحَكَت وهي تجني الوردَ قائلةً:
ما أحسن الوردَ، قلتُ: الوردُ خَدّاكِ
وقلت: أهوَى، فقالت بالدَّلالِ: ومَن
تهوى؟ فقلت لها: إيّاكِ إيّاكِ
واستَحلَفَتني على قلبي فقلتُ لها:
يهواكِ، إي وجَلالُ الحُسنِ يهواكِ
سِحرٌ بعَينَيكِ يستهوي القلوبَ
وماينفَكُّ في هَتْكِ عُبّادٍ ونُسّاكِ
يا رَبّةَ الحُسنِ هَلاّ تَعطِفينَ على
مَن بات سَهرانَ، مشغولًا بذِكراكِ
ما أطيبَ العيشَ في الدنيا لَوِ اتّصَلَت
أسبابُ دُنيايَ مَعْ أسبابِ دُنياكِ
الحُسنُ يفتِنُ، والألحاظُ فاتكةٌ
وا حَيرَتي بين فتّانٍ وفتّاكِ
تهفو بقلبِيَ أشواقي فأمسِكُهُ
لمّا أراكِ، وهل يشفِيهِ إمساكي؟
إنّي وعندي بكُنٰهِ الحُسنِ مَعرفةً
ما راقَني قَطُّ مِن شيءٍ كَمَرْٱكِ
أمسى غرامُكِ يجري في عروقِ دمي
كالكهرباءِ التي تجري بأسلاكِ
معروف الرّصافي