حكاية مثل..
"يَدَاكَ أوْكَتا وَفُوْكَ نَفَخَ" :
( "أَوْكَتا: مشتقة من الإِيكاء،وهو شَدُّ رأس السقاء بحبل ونحوه".وأما أصل المثل فروى "المفضل الضبي" في كتاب الأمثال،فقال : "زعموا أن قوماً كانوا في جزيرة من جزائر البحر في الدهر الأول ودونها خليج من البحر، فأتاها قوم يريدون أن يعبروها فلم يجدوا معبراً، فجعلوا ينفخون أسقيتهم (السقاء: القربة من الجلد)؛ثم يعبرون عليها، فعمد رجل منهم فأقل النفخ وأضعف الربط، فلما توسط الماء جعلت الريح تخرج حتى لم يبق في السقاء شيء، وغشيه الموت فنادى رجلاً من أصحابه أن يا فلان إني قد هلكت. فقال: ما ذنبي؛"يَدَاكَ أوْكَتا وَفُوْكَ نَفَخَ!" فذهب قوله مثلاً. ويقال المثل لكل متسرع لا يحسن تدبير أمره؛ وأنه لا أحد يتحمل نتيجة فشله سواه.! وتمثل بهذا المثَلِ الشعراءُ في شِعرهم، ومِن ذلك قول الكُمَيت:
صَهٍ لِجَوَابِ مَا قُلْتُمْ وَأَوْكَتْ..أَكُفُّكُمُ عَلَى مَا تَنْفُخُونَا
إِذَا كَانَتْ جُلُودُكُمُ لِئَامًا..فَأَيَّ ثِيَابِ مَجْدٍ تَلْبَسُونَا ).