هُمْ كلُّهُمْ حوْلي و أنتِ بِداخِلِي
هُمْ نظرةٌ عَبَرتْ و أنتِ تَأَمُّلي
و هُم العَراءُ و أنت دِفءُ مَنازِلي
و هُم السَّرابُ و أنتِ ماءُ المُزْنِ لي
أنتِ الحقيقةُ في زمانِ تَوَهُّمٍ
شَتَّانَ بينَ حَقيقةٍ و مُخَيَّلِ
أنتِ الربيعُ إذا أطَلَّ بِحُسْنِهِ
شَدوُ الطيورِ على ضِفافِ الجَدْوَلِ
أنتِ الضُّحى و الضوءُ يَفْتَرِشُ المدى
رقْصُ الزهورِ على لُحونِ البُلْبُلِ
أنتِ الغرامُ قَدِيمُهُ و جَديدُهُ
مِحْرابُ قلبِ الناسِكِ المُتَبَتِّلِ
أَحْيَيْتِنِي عِشْقاً و ما أَحْيَيْتِنِي !
و قَتَلْتِنِي عِشقاً و لَمَّا تَقْتُلِي !
قد حُرِّمَتْ كُلُّ الحروفِ عَلَيَّ إنْ
أسْكَنْتِنيِ قَلْباً و لمْ أَتَغَزَّلِ
يا غايةَ الإلهامِ يا عِقْدَ المُنَى
لِسِوَاكِ وَحْيُ الشِّعرِ لم يَتَنَزَّلِ
* شعر / عبد المجيد محمود