قالوا في الذكرِ الحَسَن ...
في الحديثِ الشّريفِ ( أنَّ النبيَّ مُرَّ عليهِ بجنازةٍ فأَثنوا عليها خيرًا، فقال: وَجَبَتْ وَجَبَتْ، ومُرَّ عليه بجنازةٍ فأثنوا عليها شَرًّا، فقال: وَجبتْ وَجَبَتْ ـ قالوا: يا رسولَ الله! ما قولك وَجَبتْ؟ قال: هذه الجنازة أثنيتُم عليها خيرًا فقلتُ وَجَبَتْ لها الجَنَّةُ، وهذه الجنازة أثنيتُم عليها شَرًّا فقلتُ وَجَبَتْ لها النَّارُ، أنتُم شُهَدَاءُ الله في الأرض ).
وقيلَ لبَعضِ الحُكَماء : ما أحمَد الأشياء ؟ قالَ : أن يَبقى للإنسان أُحدوثَة حَسَنَة .
وقالَ أكثَم بن صَيفيّ : إنَّما أنتم خَبَر ، فَطَيِّبوا أخبارَكم ، أخَذَه ابو تمّام فقالَ :
ومــا ابنُ آدَمَ إلّا ذكـرُ صالِحَةٍ
أو ذكرُ سَيِّئَةٍ يَسري بِـهـا الكَلِمُ
أمــا سَمعتَ بِـدَهرٍ بــادَ أمَّـتــهُ
جاءَت بأخبارِها من بَعدِها أمَمُ
وقالَ الأحنَف : ما ادَّخَرت الآباءُ للأبناء ، ولا أبقَت الموتى للأحياء شيئاً أفضَل من اصطناعِ المعروف عند ذوي الأحساب .
وقالَ آخر : إذا أقبَلَت عليكَ الدنيا فأنفق منها فإنَّها لا تفنى ، وإذا أدبَرَت عنكَ فأنفق منها فإنَّها لا تَبقى ، أخَذَ هذا المعنى الشاعر فقال :
لا تَـبـخَـلَـنَّ بِدنـيـا وهــيَ مُقبِلَةٌ
فليسَ يُنقِصُها التَّبذيرُ والسَّرَفُ
فإن تَوَلَّت فـأحرى أن تَجودَ بها
فالحَمدُ منها إذا ما أدبَرَت خَلَفُ
وقالَ آخر :
إذا جادَت الدنيا عليكَ فَـجُدْ بها
على النّاسِ طُرّاً قَبلَ أن تَتَفَلَّتِ
فلا الجودُ يُفنيها إذا هي أقبَلَت
ولا الشُّحُّ يُبقيها إذا هـي وَلَّــتِ
قال أسامة سليم :
بِعْ ما لَدَيكَ جَميعاً واشتَرِ الشَّرَفا
تَموتُ أنتَ ويَبقى منكَ مــا سَلَفا
...
ذكراكَ إرثُكَ فَـاجـعَـلْ نَعتَهُ حَسَناً
والمَرءُ ما خَطَّ للتاريخِ لو عَـرَفا
...
إن كــانَ خيراً نَعَتهُ النّاسُ باكِيَةً
وإن أساءَ أراحَ الخَلقَ وانـصَـرَفا.