..................................................
مما جاء في وفاء النّساء
تعاهدا ألا يتزوّجا !!!
--------------------------
حكى الأصمعي عن رجلٍ من بني ضبّة قال:
( ضلّت لي إبلٌ فخرجت في طلبها حتّى أتيت بلاد
بني سليم , فلمّا كنت في بعض ضواحيها،
إذا بجاريةٌ غشى بصري إشراق وجهها،
فقالت: ما بغيتك فإنّي أراك مهموماً؟
قلت: إبلٌ لي ضلّت ، فأنا في طلبها.
قالت: أتحب أن أرشدك إلى من هي عنده؟
قلت: نعم.
قالت: الذي أعطاكهنّ هو الذي أخذهنّ فإن شاء
ردّهنّ، فاسأله من طريق اليقين لا من طريق
الاختيار.
فأعجبني ما رأيت من جمالها وحسن منطقها،
فقلت لها: هل لك من بعلٍ؟
قالت: كان والله فدعي فأجاب إلى ما منه خلق،
ونعم البعل كان. قلت لها: فهل لك في بعلٍ لا تذمّ
خلائقه، ولا تخشى بوائقه؟
فأطرقت ساعةً ثمّ رفعت رأسها وعيناها تذرفان
دموعاً فأنشأت تقول:
كنّا كغصنين من بانٍ غذاؤهما ... ماء الجداول في روضات جنّات
فاجتثّ صاحبها من جنب صاحبه ... دهرٌ يكرّ بفرحاتٍ وترحات
وكان عاهدني إن خانني زمنٌ ...ألا يضاجع أنثى بعد موتات
وكنت عاهدته أيضاً، فعاجله ... ريب المنون قريباً مذ سنينات
فاصرف عتابك عمّن ليس يصرفه ... عن الوفاء له خلب التّحيّات
قال: فانصرفت عنها وتركتها.
.............................................