من هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنايات
وغيرة الله إذا انتهكت محارمه
.............................
حديث: أخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم وأبو داود (1) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [" العجماء جبار، والبئر جبار، والمعدن جرحه جبار، وفي الركاز الخمس "].
سبب: قال عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريح عن يعقوب بن عتبة
وصالح وإسماعيل بن محمد زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن العجماء جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس، قال: وكان أهل الجاهلية يضمنون الحي ما أصابت بهائمهم وآبارهم، ومعادنهم، فلما ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ذلك الذي قال من القضاء.
وقال عبد الرزاق عن ابن جريح قال: أخبرني عبد العزيز بن عمر عن كتاب لعمر بن عبد العزيز فيه، بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في رجلين رمض أحدهما معدن وقتل الآخر بهيمة، قال: " ما قتل المعدن جبار وما قتل العجماء جبار ".
والجبار في كلام تهامة الهدر.
حديث: أخرج البخاري ومسلم (2) ، عن عبد الله بن مغفل نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحذف وقال: [" إنه لا ينكأ العدو ولا يقتل الصيد ولكنه يكسر السن ويفقد العين "].
سبب: أخرج أبو داود والنسائي عن بريدة أن امرأة حذفت امرأة، فأسقطت، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل في ولدها خمسمائة شاة، ونهى يومئذ عن الحذف.
حديث: أخرج أحمد والبخاري ومسلم (3) عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [" لا تجمعوا بين الرطب والبسر وبين الزبيب والتمر نبيذا "].
سبب: أخرج عبد الرزاق عن أبي إسحاق أن رجلا سأل ابن عمر فقال أجمع بين التمرة والزبيب؟ قال: لا، قال: فلم؟ قال: نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
قال لم؟ قال: سكر رجل فحده النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمر أن ينظر ما شرابه؟ فإذا هو تمر وزبيب، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين التمر والزبيب وقال: " يكفي كل واحد منهما وحده ".
حديث: أخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن ابن مسعود (4) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [" لا أحد أغير من الله عز وجل، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه، ولا أحد أحب إليه العذر من الله تعالى من أجل ذلك بعث النبين مبشرين ومنذرين "].
سبب: أخرج أحمد والبخاري.
مسلم عن المغيرة بن شعبة قال: قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح وعنه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أتعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا أغير منه والله أغير مني، من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخص أغير من الله ولا شخص أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث الله مبشرين ومنذرين، لا شخص أحب إليه المدحة من الله من أجل ذلك وعد الله الجنة ".
حديث: أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: [" أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ".
قيل: يا رسول الله ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال: " تأخذ فوق يديه "].
سبب: أخرج أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله قال: اقتتل غلامان غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، فخرج رسول الله فقال: " أدعوى الجاهلية "؟ قالوا: لا والله إلا أن غلامين كسح أحدهما الآخر فقال: " لا بأس لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما فإن كان ظالما فلينهه فإنه له نصرة وإن كان مظلوما فلينصره ".
__________
(1) أخرجه عبد الرزاق 10 / 65.
وأخرجه البخاري في كتاب الديات 9 / 15 وأخرجه مسلم في كتاب الحدود 4 / 298.
وأخرجه أبو داود في كتاب الديات 2 / 52.
(2) وأخرجه البخاري في كتاب الذبائح 7 / 112 وأخرجه مسلم في كتاب الصيد 4 / 641.
(3) أخرجه أحمد 3 / 294.
وأخرجه البخاري في كتاب الأشربة 3 / 140 وأخرجه مسلم في كتاب الأشربة 4 / 688.
(4) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات.
................................................