الرجل الذي تستحي منه الملائكة :
هل الملائكة تستحي ؟؟
نعم الملائكة تستحي ...
من الذي تستحي منه الملائكة إذن ؟؟
هو :
أحد المبشرين بالجنة وأمير المؤمنين
عثمان بن عفان رضي الله عنه
فلنتعرف أكثر على هذا الصحابي الجليل
* عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي ، كاشفا عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسوى ثيابه - قال محمد : ولا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك ! فقال عليه الصلاة والسلام: " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ". رواه مسلم.
- هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي ، أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بين المسامين فيهم ليختاروا منهم خليفة لهم وذكر أنهم هم الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق ، توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو عنه راضٍ ... وصلى إلى القبلتيـن وهاجر الهجرتيـن وبمقتله كانت الفتنة الأولى وهي الفتنة الكبرى في الإسلام .
* إسلامه :
- كان عثمان بن عفان رضي الله عنه غنياً شريفاً في الجاهلية ، وأسلم بعد البعثة بقليل ، فكان من السابقين إلى الإسلام ، فهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة الأولى والثانية.
- وهو أوّل من شيّد المسجد ، وأوّل من خطَّ المفصَّل ، وأوّل من ختم القرآن في ركعة ، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن ثابت أخا حسّان شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- قال عثمان رضي الله عنه: ( إن الله عز وجل بعث محمداً بالحق ، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله ، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعتُ رسول الله فوالله ما عصيتُه ولا غَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل ).
* الصّلابة :
- لمّا أسلم عثمان رضي الله عنه أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً ، وقال: ( أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين )..فقال عثمان ( والله لا أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ )..فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه وشأنه .
* ذو النورين :
- لقّب عثمان رضي الله عنه بذي النورين لتزوجه من بنتيْ النبي صلى الله عليه وسلم رقيّة ثم أم كلثوم ، فقد زوّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته رقيّة ، فلّما ماتت زوّجه أختها أم كلثوم فلمّا ماتت تأسّف رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصاهرته فقال ( والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوّجتكَها يا عثمان ).
* سهم بَدْر :
- أثبت له رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمَ البدريين وأجرَهم ، وكان غاب عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم..فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراً وسهمه ).
* الحديبية :
- بعث الرسول صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة ، لكونه من أعزَّ بيتٍ بمكة ، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته ، فضرب الرسول صلى الله عليه وسلم بشماله على يمينه وقال ( هذه يدُ عثمان )..فقال الناس ( هنيئاً لعثمان ). أي بايع عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في بيعة الشجرة ( بيعة الرضوان ) فضرب بيديه وقال ( وهذه بيعة عثمان ) ليكون ممن قال الله فيهم ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة )
* جهاده بماله :
- قام عثمان بن عفان رضي الله عنه بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين ، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً , فكان أول من وسع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم .
- كان الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاةٍ ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه المنافقين ، فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك قال ( والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ )..فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي صلى الله عليه وسلم منها بتسعٍ ، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما هذا ؟) ..
قالوا : أُهدي إليك من عثمان . فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه ، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده ( اللهم أعط عثمان ، اللهم افعل بعثمان ).
- قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ فرأى لحماً فقال ( من بعث بهذا ؟ )..قلت عثمان. فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان .
قال فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بعدما جهز جيش العسرة من ماله الخاص ( ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ) .
* الخلافة :
- كان عثمان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين ، فقد بايعه المسلمون بعد مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 23 هـ ، فقد عيَّن عمر ستة للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة ، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرحمن بن عوف بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم ، ثم أخذ العهد والميثاق أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه ، فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك ، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان حاجباً هو مولاه وكاتباً هو مروان بن الحكم .
- ومن خُطبته يوم استخلافه لبعض من أنكر استخلافه أنه قال ( أمّا بعد ، فإنَّ الله بعث محمداً بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله ، وهاجرت الهجرتين ، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله ما غششْتُهُ ولا عصيتُه حتى توفاه الله ، ثم أبا بكر مثله ، ثم عمر كذلك ، ثم استُخْلفتُ ، أفليس لي من الحق مثلُ الذي لهم ؟!).
• مَقْتَله ظلما واستشهاده رضي الله عنه :
حوصر عثمان رضي الله عنه في بيته من قبل من ثاروا عليه وعلى خلافته لشبهات أثاروها بين المسلمين
- وكان معه رضي الله عنه في الدار نحو ستمائة رجل ، فطلبوا منه الخروج للقتال ، فكره وقال ( إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها )..
- ورفض رضي الله عنه أن يراق دم أحد من المسلمين بسببه فحقن دماءهم بدمه .
- فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه ، و هو يقرأ القرآن و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمـه عليه ، أي سال دمه على المصحف وهو يقول ( اللهم أجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ) بينما قطع الثوار أصابع زوجه نائلة وهي تحاول الدفاع عنه , وكان ذلك قبيل عيد الأضحـى سنة 35 هـ في بيته بالمدينة .
وذكر أنه قبلها كان قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام قال ( فوضع يده على صدري حتى إني لأحس ببردها على صدري الآن , فقال يا عثمان حاصروك قلت نعم يا رسول الله قال يا عثمان منعوا عنك الماء قلت نعم يا رسول قال إن شئت أن ينصرك الله عليهم نصرك الله عليهم وإن شئت أن تفطر عندنا غدا فلك ما شئت فقال عثمان بل أفطر معك يا رسول الله )
لذلك أصبح عثمان رضي الله عنه صائما .. وسبحان الله في حسن خاتمته لقد قتل مظلوما وهو صائم يقرأ القرآن الكريم ..... لكنه لحق موعد الإفطار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
- كانت مدّة خلافته للمسلمين رضي الله عنه وأرضاه إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً ، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة ودفِنَ رضي الله عنه بالبقيع ، وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم. فكانت بعد قتله كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم القاعد فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي )