قصيدة "حَيِّ الأَحِبَّةَ "..
من أروع قصائد الحب العذري .. ( عروة و عفراء )
.........................................................................
وهوعُروة بن حِزام بن مُهاصِر بن مالك من بني حزام بن ضبة بن عبد بن كبير بن عذرة .
وقد عشق ابنةَ عَمِّهِ عَفراءَ بِنتَ عقال بن مُهاصِر بنِ مالك الضَّبّيّ .
.....................................................................................
حَيِّ الأَحِبَّةَ، أَسْعِدِ الأَرْوَاحَا :: وَاعْقُدْ لِعَفْرَاْءَ الْوِدَادَ وِشَاحَا
وانْسِجْ على نَوْلِ الْغَرامِ قَصائِداً :: غَزِلاً، عَفِيْفاً، عَاشِقاً، مَدَّاحَا
ذِكْرُ الأَحِبَّةِ؛ للأَحِبَّةِ نِعْمَةٌ :: وَالْحُبُّ كَانَ، وَمَايَزَالُ مُبَاحَا
فَلِذَا عَشِقْتُ، وَمَا مَلَلْتُ مِنَ الْهَوى :: وَصَنَعْتُ مِنْ خَفْقِ الْفُؤاْدِ جَنَاحَا
حَتَّىْ أُحَلِّقَ، وَالْغَرَامُ يَمُدُّ لِي :: مَدَداً، فَأُشْعِلُ فِي الدُّجَى مِصْبَاحَا
وَتُنِيْرُ لَيْلَ الْعَاشِقِيْنَ قَصَائِدِي :: فَأَرَى بهِ الرُّمَانَ؛ والتُّفَاحَا
وَأَقُوْلُ: ياعَفْرَاءُ مَا حَالُ الْهَوَى ؟ :: وَالْقَلْبُ يَرْقُصُ عَرْضَةً وَسَمَاحَا
وَيْلاهُ مِنْ رَقْصِ الْقُلُوْبِ وَنَبْضِهَا :: فَتَحَتْ لَعَمْرُكِ ـ فِي الْفُؤَادِ ـ جِرَاحَا
عَفْرَاءُ يَا عَفْرَاءُ حُبُّكِ قَاتِلِي :: وَالْعَاشِقُ الْمَتْبُوْلُ نَاحَ نُوَاحَا
وَأَنَا بِحُبِّكِ يا فَتاتِيْ مُدْنَفٌ :: أَرِقٌ؛ أَهِيْمُ عَشِيَّةً؛ وَصَبَاحَا
أَلِجُ الْمَعَاْمِعَ بِالغَرامِ مُسَلَّحًا :: وَقَدِ امْتَشَقْتُكِ ـ لِلْغَرَامِ ـ سِلاحَا
مَا لِي سِلاحٌ غُيْرُ إِخْلاصِ الَّتِي :: مَلأَتْ كُؤُوْسِيَ ـ بِالْغَرَامِ ـ قُرَاحَا
أُمْسِي وَأُصْبِحُ، وَاللِّسَانُ بِذِكْرِهَا :: غَرِدٌ؛ يَوَدُّ ـ بِذِكْرِهَا ـ الإِصْلاحَا
كَيْ يُصْلِحَ التَّذْكَارُ ما قَدْ شَوَّهَتْ :: بَعْضُ اللَّيَالِي خِلْسَةً؛ وَسِفَاحَا
وَأَتُوْبُ تَوْبَةَ عَاشِقٍ عَرَفَ الْهَوَى :: حَيا ، طَرِياًّ، نَابِضاً، لَمَّاحَا
َخْلُوْ لَهَا، أَخْلُو بِهَا، بِحَبِيْبَتِي :: بَعْدَ الْغِوَايَةِ كَيْ أَنَالَ فَلاحَا
يَحْلُو حِمَاْهَا ؛ حَيْثُمَا كَانَ الْحِمَى :: أَغْدُو إِلَيْهِ؛ وَلاْ أَرُوْمُ رَوَاحَا
فَلَكَمْ سَرَيْتُ، لِكَيْ أَحُلَّ قُيُوْدَهَا :: وَصَنَعْتُ ـ مِنْ حُبِّي ـ لَهَا ـ مِفْتَاحَا
فَالْحُبُّ رَيْحَانُ الْحَيَاةِ، وَإِنَهُ :: يَهْدِي ـ إِلَى أَجْسَادِنَا ـ الأَرْوَاحَا
عَبَرَ الضُّلُوْعَ إِلَى الْقُلُوْبِ؛ فَحُرِّرَتْ :: إِذْ طَارَدَ الأَوْهَامَ؛ وَالأَشْبَاحَا
إِنَّ الْمَحَبَّةَ ـ لِلْمُتَيَّمِ ـ بَلْسَمٌ :: فِيْهَاْ بَلَغْتُ ـ مِنَ الْهُيَامِ ـ نَجَاحَا
فَكَأَنَّهَا بَحْرٌ، وَفِيْهِ مَرَاْكِبِي :: فَرَشَتْ ـ لِعَفْرَاءَ ـ الْهَوَى أَلْوَاحَا
حَتَّى إِذَا رَكِبَتْ حَرَقْتُ مَرَاْكِبِي :: وَتَرَكْتُ وَاحِدَةً ـ لَهَا ـ مُلْتَاحَا
وَأَخَذْتُهَا ؛ وَرَحَلْتُ فِي بَحْرِ الْمُنَى :: وَبَقيْتُ ـ في بَحْرِ الْمُنَى ـ مَلاَّحَا
وَنَشَرْتُ لِلرِّيْحِ الشِّرَاعَ؛ وَلَمْ أَكُنْ : أَخْشَى ـ عَلَى مَوْجِ الْبِحَارِ ـ رِيَاحَا
تَجْرِي ، وَأُجْرِي ـ فِي الْعُرُوْقِ ـ مَحَبَّةً :: وَأَخُطُّ ـ في سِفْرِ الْهَوَى ـ إِصْحَاحَا
أَرْمِي بِهِ فِي وَجْهِ كُلِّ مُنَافِقِ :: ظَنَّ الْغَرَامَ فُكَاهَةً وَمُزَاحَا
شَتَّانَ بَيْنَ مُهَذَّبٍ؛ وَمُخَرِّبٍ :: أَلِفَ الْخِدَاعَ تَزَلُّفاً؛ وجُنَاحَا
يَحْيَا عَلَى مَصِّ الدِّمَاء وَلا يَرَى :: حَرَجاً؛ وَيَفْعَلُ فِعْلَهُ اسْتِقْبَاحَا
أَمَّا أَنَا ؛ فَأَرَى الْغَرَامَ مَكَارِماً :: دَوْماً ـ لأَصْحَابِ الْوِدَادِ ـ مُتَاحَا
فَالْحُبُّ نِبْرَاسٌ يُضِيءُ حَيَاتَنَا :: وَمِنَ الْمَحَبَّةِ مَاْ يَكُوْنُ صَلاْحَا
وَمِنَ الْمَحَبَّةِ مَاْ يُعَدُّ تَزَلُّفاً :: وَمِنَ التَّوَلُّهِ مَاْ يَظَلُّ كِفَاحَا
إِنَّ الْمَحَبَّةَ لِلأَحِبَّةِ آيَةٌ :: وَمِنَ اللَّكَاعَةِ أَنْ تَكُوْنَ نُبَاحَا
وَمِنَ الْغَبَاوَةِ أَنْ نَظُنَّ ـ مُتَيَّماً ـ :: نَذْلاً يُحِبُّ لِيَحْصِدَ الأَرْبَاحَا
فَالرِّبْحُ في شَرْعِ الْغَرامِ مُحَرَّمٌ :: وَأَخُو التِّجَارَةِ لَنْ يَنَالَ مَرَاحَا
إِنْ زَارَ مَكَّةَ؛ والْمَدِيْنَةَ؛ والصَّفَا :: بَلَعَ الصَّفَاةَ؛ وَأَعْجَزَ النُّصَاحَا
مَاذا يُرِيْدُ الْحَاقِدونَ مِنَ الْهَوَى :: وَبِهِ سَلَلْتُ ـ عَلى الْعَذُولِ ـ صِفَاحَا
فَقَطَعْتُ أَنْفَاْسَ الْحَسُودِ بِعِشْقِ مَنْ :: مَلأَتْ ـ بِعِشْقِي ـ الْقَلْبَ وَالأَقْدَاحَا
وَشَرِبْتُ مِنْ كَأْسِ الْمَحَبَّةِ فَارْتَوَتْ :: نَفْسِي، وَرُمْتُ ـ مِنَ الأَقَاحِ ـ أُقَاحَا
وَرَأَيْتُ أَعْطَرَ وَرْدَةٍ، فَلَثَمْتُهَاْ :: حُباّ،ً وَكُنْتُ مُغَامِراً طَمَّاحَا
فَقَنِعْتُ أَنِّيْ قَدْ بَلَغْتُ بِعِطْرِهَاْ :: أَرَبِي، وَعَنْهَا مَا الْتَمَسْتُ بَرَاحَا
بَرْحَى ؛ وَمَرْحَى ؛ قَدْ بَلَغْتُ بِعِطْرِهَا :: قِمَماً ظَوَاهِرَ تُرْتَجَى ، وَبِطَاْحَا
وَقَصَرْتُ طَرْفِي عَنْ سِوَى مَحْبُوْبَتِي :: وَرَأَيْتُ طَرْفَ حَبِيْبَتِي ذَبَّاْحَا
لَمَّاْ نَظَرْتُ ـ وَقَابَلَتْ نَظَرَاْتُهَا :: صَباًّ ـ هَجَمْتُ؛ وَمَاْ خَشَيْتُ رِمَاحَا
وَرَشَفْتُ ـ مِنْ نَبْعِ الْمَحَبَّةِ ـ بَلْسَماً :: وَهَجَرْتُ مَاءَ لَكَاعَةٍ ضَحْضَاحَا
وَغَدَوْتُ أَطْوِي الأَرْضَ طَياًّ؛ عَلَّنِي :: أَصِلُ الْمَهَاةَ؛ عَشِيَّةً وَصَبَاحَا
حَتَّى نُطَوِّر في مَيَادِيْنِ الْهَوِى :: عِشْقاً ـ لِكُلِّ فَضِيْلَةٍ ـ سَيَّاحَا
وتَمُدُّ لِي ـ عَفْرَاءُ ـ أَسْبَابَ الْمُنَى :: فَأَصُوْغُ ـ مِنْ أَحْزَانِهَاْـ الأَفْرَاحَا
وَأَخُطُّ ـ فِيْ سِفْرِ الْغَرَامِ ـ مَكَارِمًا :: أَعْيَا ـ لَعَمْرُكَ ـ نَصُّهَا الشُّرَاحَا
شَرْحُ الْمَحَبَّةِ ـ بِالْحَوَاْشِي ـ مُعْجِزٌ :: فِيْهِ اخْتَبَرْتُ الْعَيْنَ وَالْمِصْبَاحَا
وَبِهِ اخْتَبَرْتُ التَّاجَ ؛ والْكُتُبَ الَّتِي :: كُتِبَتْ؛ فَكَانَتْ بِالشُّرُوْحِ شِحَاحَا
بَحْرُ الْعَوَاطِفِ؛ بِالْمَعَانِي زَاخِرٌ :: وَمِنَ الْعَوَاطِفِ؛ لا أُرِيْدُ سَرَاحَا
يَا حَبَّذَا عَفْرَاءُ إِنْ هَبَّ الْهَوَى :: وَرَأَيْتُ نُوْرَ جَمَالِهَا وَضَّاحَا
وَتَوَاْصَلَ الْقَلْبَاْنِ بِالْعِشْقِ الذِيْ :: يَحْمِي الْمُنَىْ؛ وَيُقَاْوِمُ السَّفَّاْحَاْ
وَيُعَطِّرُ الْعَيْشَ الْمُعَطَّرَ بِالشَّذَى :: فَيَفُوْحُ فِيْهِ عَبِيْرُهُ فَوَّاحَا
وَيُبَارِكُ الْبَدْرُ الْمُنِيْرُ غَرَامَنَا :: وَالْحُبُّ يَجْرِي ـ حَوْلَنَا ـ طَفَّاحَا
وَالنَّجْمُ يَرْقُصُ فِي السَّمَاءِ كَأَنَّهُ :: يَرْعَى غَرَاْمَ قُلُوْبِنَا مُرْتَاحَا
عُرسُ الطَّبِيْعَةِ قَدْ تَلأَلأَ نُوْرُهُ :: لَيْلاً؛ فَصَارَ مَسَاؤُنَا إِصْبَاحَا
وَالْوَرْدُ قَطَّرَ مِنْ مَآقِيْهِ النَّدَى :: فارْتَاحَ مِنْ عَبِّ النَّدَى، وَأَرَاحَا
وَالشِّيْحُ قَدَّمَ لِلأَحِبَّةِ عِطْرَهُ :: وَالْيَاسَمِيْنُ عَلَى الْعَرَائِشِ لاحَا
وَالْمَاءُ صَفَّقَ فِي الْجَدَاوِلِ هَادِراً :: وَالدِّيْكُ فِيْ فَجْرِ الْمُنَى قَدْ صَاحَا
فَطَرِبْتُ كَالْمَبْهُوْرِ مِنْ شَهْدِ اْللَمَى :: وَرَشَفْتُ مِنْ ثَغْرِ الْحَبِيْبِ الرَّاحَا
فَسَقَيْتُهُ ؛ وَسُقِيْتُ رَاحَ رُضَابِهِ :: عَسَلاً شَهِيًّا لِلْحَبِيْبِ مُتَاحَا
قَدْ خَصَّنِّي ـ وَشَكَرْتُه ُـ بَرَحِيْقِهِ :: سَمْحاً وَسَامَحْتُ الْحَبِيْبَ سَمَاحَا
وَضَمَمْتُهُ ضَمًّا إِلَى صَدْرِي وَقَدْ :: ظَنَّ الْجُفُوْنَ النَّاعِسَاتِ صِحَاحَا
فَأَرَيْتُهُ نَاراً تَلَظَّى كُلَّمَا :: كَبَحُوا ـ مِنَ الْحُبِّ الْعَفِيْفِ ـ جِمَاحَا
فَرَثَى لِحَاْلِي حِيْنَمَا أَبْلَغْتُهُ :: شَوْقاً تَضَاعَفَ، فَاسْتَرَاحَ؛ وَرَاحَا
وَأَفَاْدَنِي : أَنَّ الْعَوَاذِلَ حَوْلَهُ :: رَشُّوْا عَلَى زَهْرِ الْمُنَى الأَمْلاحَا
حَرَقُوا بِمِلْحِ الْعَذْلِ زَهْرَ غَرَامِنَا :: وَعَلَيْهِ رَدُّوا في الْقُبُورِ صِفَاحَا
فَهَتَفْتُ: يَاْعَفْرَاءُ؛ حُبُّكِ خَالِدٌ :: يُمْسِي وَيُصْبِحُ؛ شَادِياً صَدَاحَا
[b]