أمثال عربية
........................................
1- خلّ سبيل من وَهى سِقاؤه
التخلية عدم التعرض، ووهى السقاء يهي وهيا: تمزق. و السقاء: القِربة ( وعاء يحفظ الماء ).
ويضرب هذا المثل في الرجل لا يستقيم في أمره، وأنه لا ينبغي أن يعانى . و قيل إنه يضرب في إفشاء السر، بمعنى إذا باح صاحبك بسرك و نضح به كما ينضح السقاء الواهي بالماء، فدعه عنك ولا تؤاخه ولا تصاحبه، فلا خير فيه.
2-أحلم من فرَخ الطائر الحِلم
يضرب لصاحب الأناة و العقل... و نسب الحلم إلى فرخ الطائر لأنه يخرج من البيضة على قمة الجبل، ثم لا يتحرك حتى يتم نبات ريشه، و لو تحرك سقط. و يقال أيضا: أحزم من عقاب، ومن فرخ العقاب، و هو المقصود هنا.
3-أخف من لا على اللسان
الخفة ضد الثقل، ولا: حرف النفي المعروف، وهي خفيفة على اللسان. فيضرب المثل بذلك في الخفة، وهو يحتمل أن تكون الخفة من جهة اللفظ لقلته وهو ظاهر، أو من جهة المعنى لملاءمة الإنكار للطبع غالبا، وخفة التبري والتنصل على النفس في أكثر الأمور، أو منهما معا.
4-اختلط الحابل بالنابل
الحابل الذي يصيد بالحبالة، والنابل الذي يصيد بالنبل، فيُضرب ذلك في اختلاط الرأي.
ويقال الحابل هنا هو السدى و النابل الطعمة. وهذا مثل قولهم: حوّل حابله على نابله.
أو أن الحابل من يجر الدابة بحبلها
والنابل من يرمي النبال في القتال
5- جاءوا على بكرة أبيهم
البكرة (بالفتح ثم السكون): الفتية من الإبل،
و الفتى منها بَكْر. وكان يقال البكر من الإبل بمنزلة الفتى من الناس، و البكرة بمنزلة الفتاة،
و القَلوص بمنزلة الجارية الشابة، و البعير بمنزلة الإنسان، والجمل بمنزلة الرجل، والناقة بمنزلة المرأة. والبكرة بالفتح هي بكرة الدلو التي يُستقى عليها.
واختلف في معنى هذا المثل فقيل: معنى جاءوا على بكرة أبيهم: جاءوا مجتمعين، لم يتخلف منهم أحد... وفي الحديث جاءت هوازن على بكرة أبيها. و قيل هو وصف بالقلة والذلة، أي جاءوا بحيث تكفيهم بكرة واحدة يركبون عليها، وذكر الأب احتقار.
وقيل إن أصل هذا المثل أن قوما قتلوا فحملوا على بكرة أبيهم، فقيل فيهم ذلك، ثم صار مثلا للقوم يجيئون معا. وقيل إن البكرة هاهنا هي بكرة الدلو، والمعنى جاءوا بعضهم في إثر بعض، كدوران البكرة على نسق واحد. وقيل: أريد بالبكرة الطريقة، أي: جاءوا على طريقة أبيهم يقتفون أثره .
6-رَجَعَ بِخُفَّي حُنَيْنِ
يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة
قال أبو عبيد: أصله أن حنيناً هذا كان إسكافيا من أهل الحيرة، فساومه أعرابي بخفين فاختلفا حتى أغضبه فأراد غيظ الأعرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه وطرحه في الطريق، ثم ألقى الآخرة في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا الخف بخف حنين. ولو كان معه الآخر لأخذته ، ومضى.
فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول وقد كمن له حنين فلما مضى الأعرابي في طل بالأول، عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخفان فقال له قومه: "ماذا جئت به من سفرك؟" فقال: "جئتكم بخفي حنين" , فذهبت مثلاً.
وقال ابن السكيت: و حنين هذا كان رجلاً شديداً ادعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران فقال: يا عم، أنا ابن أسد بن هاشم فقال عبد المطلب: لا وثياب ابن هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع، فرجع. فقالوا: رجع حنين بخفيه. فصار مثلاً.
7- رب رمية من غير رام
الرمية فعلة من الرمي، و يقال: رمى السهم عن القوس و على القوس أيضا، و لا يقال: رميت بالقوس. و معنى المثل أن الغرض قد يصيبه من ليس من أهل الرماية. فيضرب عندما يتفق الشيء لمن ليس من شأنه أن يصدر منه...
و يذكر أن المثل لحكيم بن عبد يغوث المنقري، و كان من أرمى الناس. فحلف يوما ليعقرن الصيد حتما.
فخرج بقوسه فرمى فلم يعقر شيئا فبات ليلته بأسوأ حال، و فعل في اليوم الثاني كذلك فلم يعقر شيئا، فلما أصبح قال لقومه: ما أنتم صانعون؟ فإني قاتل اليوم نفسي إن لم أعقر مهاة. فقال له ابنه: يا أبت احملني معك أرفدك بها فانطلقا،
فإذا هما بمهاة، فرماها فأخطأها. ثم تعرضت له أخرى فقال له ابنه: يا أبت ناولني القوس. فغضب حكيم و همّ أن يعلوه بها. فقال له ابنه: أحمد بحمدك، وتحمد بحمدي ,فإن سهمي سهمك. فناوله القوس فرماها الابن فلم يخطئ. فقال عند ذلك حكيم: رب رمية من غير رام.