شهيدة البحر
أم حرام بنت ملحان
..........................
هي أم حرام بنت ملحان ، بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنيم بن عدي الأنصارية النجارية المدنية .
أخت أم سليم ،وخالة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وزوجة الصحابي الجليل عبادة بن الصامت. وأخواها سليم وحرام اللذان شهدا بدراً وأحداً، واستشهدا يوم بئر معونة، وحرام هو القائل عندما طعن من خلفه برمح : فزت ورب الكعبة.
كانت أم حرام رضي الله عنها من علية النساء ، أسلمت، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وهاجرت . وروت الأحاديث ،وحدث عنها أنس بن مالك وغيره من الصحابة .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمها ويزورها في بيتها ، ويقيل عندها ، فقد كانت هي و أختها أم سليم خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم،إما من الرضاع ،و إما من النسب ، لذا تحل له الخلوة بهما.
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه :
(دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو إلا أنا ،وأمي ،وخالتي أم حرام ،فقال: قوموا فلأصل بكم ،فصلى بنا في غير وقت صلاة )
وكانت أم حرام رضي الله عنها تتمنى أن تكون مع الغزاة المجاهدين الذين يركبون البحر لنشر الدعوة ،وتحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده .فاستجاب الله لها وحقق أملها ،حيث تزوجت من الصحابي الجليل عبادة ابن صامت وخرجت معه واستشهدت هناك في غزوة قبرص .
يقول أنس رضي الله عنه حاكيا القصة :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام زوجة عبادة بن الصامت ،فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأطعمته ثم جلست ،فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك
فقالت أم حرام : ما يضحكك يا رسول الله ؟.
قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ،يركبون ثج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة)
فقالت أم حرام :يا رسول الله ،ادع الله أن يجعلني منهم
فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ،ثم استيقظ وهو يضحك .
فقالت أم حرام :يا رسول الله ما يضحكك ؟.
فقال صلى الله عليه وسلم ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله مثل الملوك على الأسرة)
فقالت :يا رسول الله ،ادع الله أن يجعلني منهم .
فقال أنت مع الأولين )
قال - يعني أنس بن مالك- رضي الله عنه :
فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت،فلما جاز البحر ،ركبت دابة فصرعتها فقتلتها ،وكانت تلك الغزوة غزوة قبرص ،فدفنت فيها ،وكان أمير ذلك الجيش معاوية بن أبي سفيان في خلافة عثمان رضي الله عنهم جميعا.
وكان ذلك في سبع وعشرين .
وكان قبرها معروفا يسمى بقبر المرأة الصالحة
وهكذا كانت أم حرام رضي الله عنها واحدة من تلك الأسرة الكريمة الوفية للمبادئ التى تحملها وتبذل كل ما في وسعها لنشر عقيدة التوحيد خالصة لا تبغي من وراء ذلك إلا رضا الله عز وجل .