يُونُسَ بْنَ مَتَّى صاحب الحوت ..
دروس ومواعظ...
....ذكرت قصة سيدنا يونس فى القرآن فى ثلاث سور... يونس والأنبياء والصافات.. فقد بعث الله يُونُسَ بْنَ مَتَّى عَلَيْهِ السَّلامُ... الذى كنى له الله بأنه صاحب الحوت.. إِلَى أَهْلِ قَرْيَةِ " نِينَوَى " ، وَهِيَ قَرْيَةٌ فى أَرْضِ الْمَوْصِلِ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ وَتَمَادَوْا عَلَى كُفْرِهِمْ ، فَتركهم مُغَاضِبًا لَهُمْ وَوَعَدَهُمْ بِالْعَذَابِ فَلَمَّا تَحَقَّقُوا وَعَلِمُوا أَنَّه النَّبِيَّ خَرَجُوا إِلَى الصَّحْرَاءِ بِأَطْفَالِهِمْ وَأَنْعَامِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ ، وَفَرَّقُوا بَيْنَ الأمَّهَاتِ وَأَوْلادِهَا ، ثُمَّ تَضَرَّعُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَجَأَرُوا إِلَيْهِ ، وَرَغَتِ الإبِلُ وَفُصْلانُهَا ، وَخَارَتِ الْبَقَرُ وَأَوْلادُهَا ، وَثَغَتِ الْغَنَمُ وَحُمْلانُهَا ، فَرَفَعَ اللَّهُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ ، قال الله تعالى في سورة يونس: {فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}...
******
وقال تعالى في سورة الأنبياء: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}...
وقال تعالى في سورة الصافات: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}...
فقد أذنب يونس وأغضب الله... وظن ان الله تاركه...
فلما ركب سفينة مشحونة ومزدحمة بالركاب والأمتعة ثقلت السفينة فاحتاجوا إلى تخفيف وزنها وهى ف عرض البحر بإلقاء بعض الركاب والأمتعة فاتفقوا على عمل قرعة لاختيار من يلقى بنفسه فى البحر لتخفيف الوزن... لينجى الاخرون... فوقعت عليه القرعة ولما اعاد القوم القرعة مرة ثانية وثالثة كانت تقع عليه القرعة.. وأذعن سيدنا يونس للقرعة وقفز الى مياه البحر فى الوقت الذى كان الله غاضبا عليه... فالتقمه حوت كبير ... أمره الله ألا يمسه بسوء سالما وأن يكون له سجنا... فأصبح سيدنا يونس حبيس بطن الحوت.
وأراد الله أن يريه من آيات الله... إنه حبيس ظلمات ثلاث... ظلمة بطن الحوت... وظلمة مياه البحر... وظلمة الليل...
وأراد الله أن يرينا معجزة... فكيف يعيش الإنسان فى أعماق البحار معرضا لضغط الأعماق... وفى بطن الحوت تحت الماء بلا هواء للتنفس... فكيف كان يتنفس؟؟؟!!!... وكيف كان يشرب؟؟؟!! وكيف كان يأكل؟؟؟!!...
ولكن يونس... صفى الله روحه ونقاها... فى هذا المشهد الذى إن تعرض له إنسان عادي ( لا نبوة له ولا اتصال له بالله تعالى ) لمات بصدمة عصبية شديدة... لمجرد غرقه فى البحر والتهام الحوت له...
وما كان الله ليتركه فى بطن الحوت الذى كان له قبرا... إلى يوم البعث...
ماذا فعل يونس ليخرج من بطن الحوت...؟
قال تعالى في سورة القلم: فاصبر ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم. لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم. فاجتباه ربه فجعله من الصالحين. (القلم: 48 - 50)..
وقال تعالى فى سورة الانبياء: " فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين"..
ما فعله يونس هو:
- نادى فى الظلمات.
- وكان النداء هو "لا إله إلا إنت.
- سبحانك".
- واعترف بالذنب.. "إنى كنت من الظالمين".
وكانت إجابة الله سبحانه وتعالى:
- فاستجبنا له.
- ونجيناه من الغم.
- كذلك ننجى المؤمنين.
- ويسر الله له العلاج{ وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ }.
- وأرسله إلى قوم كثيرى العدد (مائة الف أو يزيدون).
- فآمنوا.
- فأنعم الله عليهم ومتعهم إلى وقت معلوم.
__________________
|
دروس مستفادة من قصة يونس النبى:
1. مهما كنت ... فموقعك ومنصبك لن يغنى عنك شيئا إن أنت اخطأت.
2. أن الله قادر على كل شئ.
3. فآمن به واتبع سبله.
4. أن الله يعد ويصنع أنبيائه ويؤهلهم لرسالاتهم.
5. أن العمل الصالح ينفع ولو كنت في ظلمات ثلاث.
6. أن التسبيح "لا اله إلا انت سبحانك إنى كنت من الظالمين... هو مفتاح الشفاء من الكرب والنجاة من الظلمات.
7. أن الشفاء والدواء بيد الله ويجعل لها الأسباب ويوفرها من نبات الأرض ومن مشاربها.