نوح الحمام على الغصون شجاني
نوح الحمام على الغصون شجاني *** ورأى العزول صبابتى فبكاني
إن الحمام ينـــوح من ألم النـوى *** وأنـا أنـوح مخــافـة الرحمــنِ
يا واحـداً فـــي ملكه ماله ثان *** يا من إذا قلت يامــولاي لبانـي
يا مــن يجيب العـبد قبل ســـؤاله *** ويجـــود للعاصــين بالغفرانِ
يا رب عبدك مـــن عذابك مشفقٌ *** بك مستجيرٌ من لظى النيرانِ
فارحم تضــرعه إليك وحــزنـه *** وامنن عليه اليــوم بالإحسانِ
أنسى وتذكرنـي فـي كل نائبةٍ *** فكيف أنساك يا من لست تنساني
أنا لا أضام وفي رحابك عصمةٌ *** أنا لا أخاف وفــي حماك أمانى
أنا إن بكيت فلا ألام على البكا *** فلطالما استغرقت فـي العصيانِ
أنا إن خشيت الذنب هوَّن محنتي *** علمــي بأنك مــوئل الغفـــرانِ
يا واهباً قبل الرجاءِ ومعطياً *** قبل الدعــاءِ مــواهب الإحسانِ
يا رب عند الموت أحسن منطقي *** بشــــــهادةِ مقــرونــةِ بأمـــانِ
يا رب في قبري تكن لي مؤنساً *** عند الســـؤالِ وملتقـى الملكانِ
يا رب في حشري تكن لي ناصراً *** عند الصراط ومنصب الميزانِ
أصبحت ضيف الله في دار الرضا *** وعلـى الكريـمِ كرامة الضيفانِ
تعفـو الملــوك النازلـين بساحهم *** كيف النـزول بســاحةِ الرحمنِ
يا مـن إذا وقف المســئُ ببابــه *** ستر القبيــحَ وجــاد بالإحسـانِ
وأنا المسيء وقد رجوتك سيدي * ** تعـــفو وتصفحُ للعبـيدِ الجاني
يا رب وفقنـي أعيش مـوحــداً *** ومهللاً أدعــــوك بالقــــــرآنِ
يا رب أوردنا لحــوضِ المصطفى *** نســقى هنيئاً مــن يدِ العــدنان
صــلى عليك الله يا علم الهــدى *** ما ناحَ قمـرىٌ على الأغصانِ