خذوا بدمي ذاتَ الوشاح فإنّني
رأيتُ بعيني في أناملها دمي
أغارُ عليها من أبيها و أمّها
و من خطوة المِسواك إنْ دارَ في الفم ِ !!
أغارُ على أعطافها من ثيابها
إذا ألبستها فوقَ جسم منعّم ِ
و أحسدُ أقداحا تقبّلُ ثغرها
إذا أوضعتها موضعَ المزج ِفي الفم ِ
خذوا بدمي منها فإنّي قتيلها
فلا مقصدي ألّا تجودَ و تنعمي
و لا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها
و لكنْ سَلوها كيفَ حلَّ لها دمي
و قولوا لها يا مُنيةَ النّفسِ إنّني
قتيلُ الهوى و العشق لو كنتِ تعلمي !
و لا تحسبوا أنّي قتلتُ بصارمٍ
و لكن رمتني من رباها بأسهم ِ
لها حُكم لقمـانَ و صـورةُ يوسـفٍ
و نغـمةُ داودٍ و عـفّةُ مـريـم ِ
و لي حزنُ يعقوبَ و وحشـةُ يونـسٍ
و آلام أيــّـوبَ و حـســرةُ آدم ِ !
و لو قبـلَ مبكاهـا بكيـتُ صبابـةً
لكنتُ شفيتُ النّفـسَ قبـل التّنـدم ِ
و لكن بكتْ قبلي فهيّج لـيَ البُكـاء
بكاهـا فكـان َالفضـلُ للمتـقـدّم ِ !
بكيتُ على من زيّن الحُسْن وجههـا
و ليس لها مِثْـلٌ بعـربٍ و أعجمـي
مدنيـةُ الألحـاظِ مكّيـةُ الحَشَـى
هلاليـة العينيـنِ طائيـةُ الـفـم ِ
و ممشوطةٌ بالمسكِ قد فاحَ نشرهـا
بثغـرٍ كـأنّ الـدُّرَ فيـهِ منـظّـم ِ
أشارت بطرفِ العينِ خيفـةَ أهلهـا
إشـارةَ محـزونٍ و لــمْ تتكـلـّم ِ
فأيقنتُ أنّ الطّرف قد قـالَ مرحبـا
و أهـلاً و سهـلاً بالحبيـبِ المتيـّم ِ !
.
تُنسبُ لـ يزيد بن معاوية