إلى كم تصبُ الدمع عيني و تسكبُ :
و حتام نار البين في القلب تُلهبُ .
أبيتُ و لي وجد يشبُ ضرامهُ:
و دمع لهُ في عارضيَّ تصَببُ .
و هل لمشوق خانهُ الصبر عنكم :
سوى دمعهُ فهو الدواء المجربُ .
ألا إن يوماً جَرد البيْنُ سيفهُ :
عليَّ به يوم شديد عصبصبُ .
فياليتَ شعري هل أفوز برؤيتي :
مُحيًّا لهُ كل المحاسن تُنسبُ .
و عينيك لا أسلوك أو يصبح السها :
و شمس الضحى في ضوئه تتحجبُ .
فإني كما شاء الهوى بك مُغرم :
و أنت كما شاء الجمال محببُ .
أحنّ إلى رؤياكم كلما سرى :
نسيم و أبكي كلما لاح كوكبُ .
و أذكركم للشمس عند طلوعها :
و يعزُبُ عني الصبر أيان تغربُ .
لقد بان صبري يوم بينك إذ قضى :
به صرف دهر لم يزل يتقلبُ .
" شعر : معروف الرصافي"