يوم عاشوراء
إنَّ الحمدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَستعينُهُ وَنَستهدِيهِ ونَشكرُهُ ونَعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا ومِنْ سيِّئَاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَ له ومَنْ يُضْللْ فلا هَادِيَ له، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ ولا مثيلَ لَهُ ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لهُ، ولا جِهةَ ولا مكانَ لَهُ، وَلا زَوجَةَ ولا وَالِدَ ولا وَلَدَ لهُ.وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا وحبيبَنا وقائدَنا وقُرَّةَ أعينِنا محمَّدًا عَبدُهُ ورسولُهُ وصفيُّهُ وحبيبُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَهُ.
أَمَّا بعدُ عبادَ اللهِ، فإِنِّي أُوصِيكُمْ ونفسِيَ بتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ القَدِيرِ القائِلِ في مُحْكَمِ كِتَابِهِ الْمُعْجِزَةِ الكَرِيم: {فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}سورة البقرة/37.
إخوةَ الإيمانِ، إنَّ العاشِرَ مِنَ المحرَّمِ، أيْ يومَ عاشوراءَ، مَليءٌ بالخيراتِ والفضائلِ والحوادثِ والعِبَرِ والصَبْرِ والدروسِ، وهو مشهورٌ عندَ الأواخِرِ والأوائلِ، في يومِ عاشوراءَ تابَ الله تعالى على سيِّدِنا ءادمَ عليه السلامُ، وفي يومِ عاشُوراءَ نجَّى اللهُ سيِّدَنا نوحًا عليهِ السلامُ وأَنزلَهُ مِنَ السفينةِ مَحْفُوفًا بالنصرِ، وفي يومِ عاشوراءَ أنقذَ اللهُ تعالى سيِّدَنا إبراهيمَ عليهِ السلامُ منَ النُّمرودِ، وفي يومِ عاشُوراءَ ردَّ اللهُ سيِّدَنا يوسفَ على سيِّدِنا يعقوبَ عليهِما السلامُ، وفي يومِ عاشوراءَ أظهرَ اللهُ سيِّدَنا موسى عليهِ السلامُ على فِرعونَ الطاغيةِ الظالمِ، وفلَقَ اللهُ لسيِّدِنا موسى ولِبَنِي إسرائيلَ البحرَ، وفيهِ أُخرجَ سيِّدُنا يونُسُ عليهِ السلامُ مِنْ بَطْنِ الحوتِ وكُشِفَ ضُرُّ سيِّدِنا أيوبَ عليهِ السلامُ، وفيه حَصَلَتْ غزوةُ ذاتِ الرِّقاعِ، وفي يومِ عاشوراءَ في يومِ الجمُعةِ في سَنَةِ إحدى وسِتينَ منَ الهجرةِ، كانتِ الفاجِعةُ التي ألـمّتْ بالمسلمينَ بمقتلِ سِبْطِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، بمقتلِ أبي عبدِ الله الحسينِ بنِ عليٍِ حفيدِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ابنِ بِـنْتِهِ فاطمةَ رضيَ اللهُ عنهما، على أيدِي فِئَةٍ ظالمةٍ فماتَ الحُسينُ شهيدًا، وهو ابنُ سِتٍّ وخمسينَ سنةً وهو الذي قالَ فيهِ جَدُّهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وفي أخيهِ: "الحسَنُ والحسين:
حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا
وقال في الحسن ( إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين )