من أشهر وأروع قصائد الرثاء مرثية مالك بن الريب التي رثى بها نفسه ،
ﻧﺸﺄ الشاعر ﻓﻲ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ ، وﻛﺎﻥ ﺟﻤﻴﻼً ﻟﺒّﺎﺳﺎً ﻭﺷﺠﺎﻋﺎً ﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﺇﻻ ﻣﺘﻮﺷﺤﺎً ﺳﻴﻔﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻊ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻔﺮٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺒين ﻟﻪ ﻓﻄﻠﺒﻬﻢ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻬﺮﺑﻮﺍ إﻟﻰ ﻓﺎﺭﺱ .
وﻟﻤﺎ ﻭلى ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﺮاﺳﺎﻥ ﻟﻘﻲَ ﺳﻌﻴﺪٌ ﻣﺎﻟﻜﺎً ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻓﺎﺳﺘﺼﻠﺤﻪ ﻭﺍﺳﺘﺘﺎﺑﻪ ﺛﻢ اﺻطﺤﺒﻪ ﻣﻌﻪ ﻭﺃﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ،ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻓﻲ ﻓﺎﺭﺱ .
ﻭﻓﻲ طريق ﻋﻮﺩﺗﻪ مع سعيد عند مرورهم بوﺍﺩﻱ ﺍﻟﻐﻀﺎ ﻓﻲ ﻧﺠﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﻜﻦ ﺃﻫﻠﻪ، ﻣﺮﺽ ﻣﺮﺿﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻭﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﺨﻠﻔﻪ سعيد ﻭﺗﺮﻙ ﻋﻨﺪﻩ ﻣُﺮّﺓَ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭﺭﺟﻼ آﺧﺮ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻭﻓﺎﺓ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﺧﺮاﺳﺎﻥ ﺳﻨﺔ 56 ﻫـ ﻓﻲ ﺇﺑّﺎﻥ ﺷﺒﺎﺑﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﻳﺮﺛﻲ ﺑﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻗﻮﻝ ﺁﺧﺮ: وهو ﺃﻥ ﺣﻴﺔ ﺩﺧﻠﺖ ﺧﻔﻪ، ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﺒﺴﻪ، ﻓﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻣﻨﻴﺘﻪ ﻗﺪ ﺃﺗﺖ .
يقول مالك بن الريب في مرثيته :
ﺃَﻻ ﻟَﻴﺖَ ﺷِﻌﺮﻱ ﻫَﻞ ﺃَﺑﻴﺘَﻦَّ ﻟَﻴﻠَﺔً --- ﺑِﺠَﻨﺐِ ﺍﻟﻐَﻀﺎ ﺃُﺯﺟﻲ ﺍﻟﻘَﻼﺹَ ﺍﻟﻨَﻮﺍﺟِﻴﺎ
ﻓَﻠَﻴﺖَ ﺍﻟﻐَﻀﺎ ﻟَﻢ ﻳَﻘﻄَﻊِ ﺍﻟﺮَﻛﺐُﻋﺮﺿﻪ --- ﻭَﻟَﻴﺖَ ﺍﻟﻐَﻀﺎ ﻣﺎﺷﻰ ﺍﻟﺮِّﻛﺎﺏَ ﻟَﻴﺎﻟِﻴﺎ
ﻭَﻟَﻴﺖَ ﺍﻟﻐَﻀﺎ ﻳَﻮﻡَ ﺍِﺭﺗَﺤﻠﻨﺎ ﺗَﻘﺎﺻَﺮَﺕ --- ﺑِﻄﻮﻝِ ﺍﻟﻐَﻀﺎ ﺣَﺘّﻰ ﺃَﺭﻯ ﻣَﻦ ﻭَﺭﺍﺋِﻴﺎ
ﻟَﻘَﺪ ﻛﺎﻥَ ﻓﻲ ﺃَﻫﻞِ ﺍﻟﻐَﻀﺎ ﻟَﻮ ﺩَﻧﺎﺍﻟﻐَﻀﺎ --- ﻣَﺰﺍﺭٌ ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺍﻟﻐَﻀﺎ ﻟَﻴﺲَ ﺩﺍﻧِﻴﺎ
ﺃَﻟَﻢ ﺗَﺮَﻧﻲ ﺑِﻌﺖُ ﺍﻟﻀَﻼﻟَﺔَ ﺑِﺎﻟﻬُﺪﻯ --- ﻭَﺃَﺻﺒَﺤﺖُ ﻓﻲ ﺟَﻴﺶِ ﺍِﺑﻦِ ﻋَﻔّﺎﻥَ ﻏﺎﺯِﻳﺎ
ﻭَﺃَﺻﺒَﺤﺖُ ﻓﻲ ﺃَﺭﺽِ ﺍﻷَﻋﺎﺩﻱِّ ﺑَﻌﺪَﻣﺎ --- ﺃﺭﺍﻧِﻲَ ﻋَﻦ ﺃَﺭﺽِ ﺍﻷَﻋﺎﺩِﻱِّ ﻧﺎﺋِﻴﺎ
ﺩَﻋﺎﻧﻲ ﺍﻟﻬَﻮﻯ ﻣِﻦ ﺃَﻫﻞِ ودي ﻭَﺻُﺤﺒَﺘﻲ --- ﺑِﺬﻱ ﺍﻟﻄَّﺒَﺴَﻴﻦِ ﻓَﺎﻟﺘَﻔَﺖُّ ﻭَﺭﺍﺋِﻴﺎ
ﺃَﺟَﺒﺖُ ﺍﻟﻬَﻮﻯ ﻟَﻤّﺎ ﺩَﻋﺎﻧﻲ ﺑِﺰَﻓﺮَﺓٍ --- ﺗَﻘَﻨَّﻌﺖُ ﻣِﻨﻬﺎ ﺃَﻥ ﺃُﻻﻡَ ﺭِﺩﺍﺋِﻴﺎ
ﺃَﻗﻮﻝُ ﻭَﻗَﺪ ﺣﺎﻟَﺖ ﻗُﺮﻯ ﺍﻟﻜُﺮﺩِ ﺑَﻴﻨَﻨﺎ --- ﺟَﺰﻯ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋﻤَﺮﺍً ﺧَﻴﺮَ ﻣﺎ ﻛﺎﻥَ ﺟﺎﺯِﻳﺎ
ﺇِﻥ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳُﺮﺟِﻌﻨﻲ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻐَﺰﻭِ ﻻ ﺃَﻛُﻦ --- ﻭَﺇِﻥ ﻗَﻞَّ ﻣﺎﻟﻲ ﻃﺎﻟِﺒﺎً ﻣﺎ ﻭَﺭﺍﺋِﻴﺎ
ﺗَﻘﻮﻝُ ﺍِﺑﻨَﺘﻲ ﻟَﻤّﺎ ﺭَﺃَﺕ ﻭَﺷﻚَ ﺭﺣﻠَﺘﻲ--- ﺳﻔﺎﺭُﻙَ ﻫَﺬﺍ ﺗﺎﺭِﻛﻲ ﻻ ﺃَﺑﺎﻟِﻴﺎ
ﻟَﻌَﻤﺮِﻱ ﻟَﺌِﻦ ﻏﺎﻟَﺖ ﺧُﺮﺍﺳﺎﻥُ ﻫﺎﻣَﺘﻲ --- ﻟَﻘَﺪ ﻛُﻨﺖُ ﻋَﻦ ﺑﺎﺑَﻲ ﺧُﺮﺍﺳﺎﻥَ ﻧﺎﺋِﻴﺎ
ﻓَﺈِﻥ ﺃَﻧﺞُ ﻣِﻦ ﺑﺎﺑَﻲ ﺧُﺮﺍﺳﺎﻥَ ﻻ ﺃَﻋُﺪ --- ﺇِﻟَﻴﻬﺎ ﻭَﺇِﻥ ﻣَﻨَّﻴﺘُﻤﻮﻧﻲ ﺍﻷَﻣﺎﻧِﻴﺎ
ﻓَﻠﻠَّﻪِ ﺩﺭِّﻱ ﻳَﻮﻡَ ﺃﺗﺮﻙُ ﻃﺎﺋِﻌﺎً --- ﺑَﻨِﻲَّ ﺑِﺄَﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮَﻗﻤَﺘَﻴﻦِ ﻭَﻣﺎﻟِﻴﺎ
ﻭَﺩَﺭُّ ﺍﻟﻈﺒﺎﺀِ ﺍﻟﺴﺎﻧِﺤﺎﺕِ ﻋَﺸِﻴَّﺔً --- ﻳُﺨَﺒِّﺮﻥَ ﺃَﻧّﻲ ﻫﺎﻟِﻚٌ ﻣِﻦ ﻭَﺭﺍﺋِﻴﺎ
ﻭَﺩَﺭُّ ﻛَﺒﻴﺮَﻱَّ ﺍﻟﻠَﺬﻳﻦ ﻛِﻼﻫُﻤﺎ --- ﻋَﻠَﻲَّ ﺷَﻔﻴﻖٌ ﻧﺎﺻِﺢٌ ﻟَﻮ ﻧَﻬﺎﻧِﻴﺎ
ﻭَﺩَﺭُّ ﺍﻟﺮِّﺟﺎﻝِ ﺍﻟﺸﺎﻫِﺪﻳﻦَ ﺗَﻔﺘﻜﻲ --- ﺑِﺄَﻣﺮِﻱَ ﺃَﻻ ﻳﻘﺼِﺮﻭﺍ ﻣِﻦ ﻭَﺛﺎﻗِﻴﺎ
ﻭَﺩَﺭُّ ﺍﻟﻬَﻮﻯ ﻣِﻦ ﺣَﻴﺚُ ﻳَﺪﻋﻮ ﺻَﺤﺎﺑَﺘﻲ --- ﻭَﺩَﺭُّ ﻟُﺠﺎﺟَﺘﻲ ﻭَﺩَﺭُّ ﺍِﻧﺘِﻬﺎﺋِﻴﺎ
ﺗَﺬَﻛَّﺮﺕُ ﻣَﻦ ﻳَﺒﻜﻲ ﻋَﻠَﻲَّ ﻓَﻠَﻢ ﺃَﺟِﺪ --- ﺳِﻮﻯ ﺍﻟﺴَّﻴﻒِ ﻭَﺍﻟﺮُّﻣﺢِ ﺍﻟﺮُﺩَﻳﻨِﻲِّ ﺑﺎﻛِﻴﺎ
ﻭَﺃَﺷﻘَﺮَ ﻣَﺤﺒﻮﻙٍ ﻳَﺠُﺮُّ ﻋَﻨﺎﻧَﻪُ --- ﺇِﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀِ ﻟَﻢ ﻳَﺘﺮُﻙ ﻟَﻪُ ﺍﻟﻤَﻮﺕُ ﺳﺎﻗِﻴﺎ
ﻳُﻘﺎﺩُ ﺫَﻟﻴﻼً ﺑَﻌﺪَﻣﺎ ﻣﺎﺕَ ﺭَﺑُّﻪُ --- ﻳُﺒﺎﻉُ ﺑِﺒَﺨﺲٍ ﺑَﻌﺪَﻣﺎ ﻛﺎﻥَ ﻏﺎﻟِﻴﺎ
ﻭَﻟَﻜِﻦ ﺑِﺄَﻛﻨﺎﻑِ ﺍﻟﺴُﻤَﻴﻨَﺔِ ﻧﺴﻮَﺓٌ --- ﻋَﺰﻳﺰٌ ﻋَﻠَﻴﻬِﻦَّ ﺍلعشية ﻣﺎ ﺑِﻴﺎ
ﺻَﺮﻳﻊٌ ﻋَﻠﻰ ﺃَﻳﺪﻱ ﺍﻟﺮِﺟﺎﻝِ ﺑِﻘَﻔﺮَﺓٍ --- ﻳُﺴَﻮُّﻭﻥَ ﻟﺤﺪﻱ ﺣَﻴﺚُ ﺣُﻢَّ ﻗَﻀﺎﺋِﻴﺎ
ﻭَﻟَﻤّﺎ ﺗَﺮﺍﺀَﺕ ﻋِﻨﺪَ ﻣَﺮﻭٍ ﻣﻨِﻴﺘﻲ --- ﻭَحل ﺑِﻬﺎ ﺟِﺴﻤﻲ ﻭَﺣﺎﻧَﺖ ﻭَﻓﺎﺗِﻴﺎ
ﺃَﻗﻮﻝُ ﻷَﺻﺤﺎﺑﻲ ﺍِﺭﻓَﻌﻮﻧﻲ ﻓَﺈِﻧَّﻪُ --- ﻳَﻘَﺮُّ ﺑِﻌَﻴﻨﻲ ﺃَﻥ ﺳُﻬَﻴﻞٌ ﺑَﺪﺍ ﻟِﻴﺎ
ﻓَﻴﺎ ﺻﺎﺣِﺒﻲ ﺭَﺣﻠﻲ ﺩَﻧﺎ ﺍﻟﻤَﻮﺕُ ﻓَﺎِﻧﺰِﻻ--- ﺑِﺮﺍﺑِﻴَﺔٍ ﺇِﻧّﻲ ﻣُﻘﻴﻢٌ ﻟَﻴﺎﻟِﻴﺎ
ﺃﻗﻴﻤﺎ ﻋَﻠَﻲَّ ﺍﻟﻴَﻮﻡَ ﺃَﻭ ﺑَﻌﺾَ ﻟَﻴﻠَﺔٍ --- ﻭَﻻ ﺗُﻌﺠﻼﻧﻲ ﻗَﺪ ﺗَﺒَﻴَّﻦَ ﺷﺎﻧِﻴﺎ
ﻭَﻗﻮﻣﺎ ﺇِﺫﺍ ﻣﺎ ﺍِﺳﺘُﻞَّ ﺭﻭﺣﻲ ﻓَﻬَﻴِّﺌﺎ --- ﻟِﻲَ ﺍﻟقبر ﻭَﺍﻷَﻛﻔﺎﻥَ ﻋِﻨﺪَ ﻓَﻨﺎﺋِﻴﺎ
ﻭَﺧُﻄّﺎ ﺑِﺄَﻃﺮﺍﻑِ ﺍﻷَﺳِﻨَّﺔِ ﻣَﻀﺠَﻌﻲ --- ﻭَﺭُﺩَّﺍ ﻋَﻠﻰ ﻋَﻴﻨَﻲَّ ﻓَﻀﻞَ ﺭﺩﺍﺋِﻴﺎ
ﻭَﻻ ﺗَﺤﺴﺪﺍﻧﻲ ﺑﺎﺭَﻙَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓﻴﻜُﻤﺎ --- ﻣِﻦَ ﺍﻷَﺭﺽِ ﺫﺍﺕَ ﺍﻟﻌَﺮﺽِ ﺃَﻥ ﺗﻮﺳِﻌﺎ ﻟِﻴﺎ
ﺧُﺬﺍﻧﻲ ﻓَﺠُﺮّﺍﻧﻲ ﺑِﺜَﻮﺑﻲ ﺇِﻟَﻴﻜُﻤﺎ --- ﻓَﻘَﺪ ﻛُﻨﺖُ ﻗَﺒﻞَ ﺍﻟﻴَﻮﻡِ ﺻَﻌﺒﺎً ﻗﻴﺎﺩِﻳﺎ
ﻭَﻗَﺪ ﻛُﻨﺖُ ﻋَﻄَّﺎﻓﺎً ﺇِﺫﺍ ﺍﻟﺨَﻴﻞُ ﺃَﺩﺑَﺮَﺕ--- ﺳَﺮﻳﻌﺎً ﻟَﺪﻯ ﺍﻟﻬَﻴﺠﺎ ﺇِﻟﻰ ﻣَﻦ ﺩَﻋﺎﻧِﻴﺎ
ﻭَﻗَﺪ ﻛُﻨﺖُ ﺻَﺒَّﺎﺭﺍً ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥِ ﻓﻲ ﺍﻟﻮَﻏﻰ --- ﺛَﻘﻴﻼً ﻋَﻠﻰ ﺍﻷَﻋﺪﺍﺀِ ﻋَﻀﺒﺎً ﻟِﺴﺎﻧِﻴﺎ
ﻭَﻗَﺪ ﻛُﻨﺖُ ﻣَﺤﻤﻮﺩﺍً ﻟَﺪﻯ ﺍﻟﺰﺍﺩِ ﻭَﺍﻟﻘِﺮﻯ --- ﻭَﻋَﻦ ﺷَﺘﻤِﻲَ ﺍِﺑﻦَ ﺍﻟﻌَﻢِّ ﻭَﺍﻟﺠﺎﺭَ ﻭﺍﻧِﻴﺎ
ﻓَﻄَﻮﺭﺍً ﺗَﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻇﻼﻝٍ ﻭَﻧِﻌﻤَﺔٍ --- ﻭَﻃَﻮﺭﺍً ﺗَﺮﺍﻧﻲ ﻭَﺍﻟﻌِﺘﺎﻕُ ﺭِﻛﺎﺑِﻴﺎ
ﻭَﻳَﻮﻣﺎً ﺗَﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺭﺣﻰً ﻣُﺴﺘَﺪﻳﺮَﺓٍ --- ﺗُﺨَﺮِّﻕُ ﺃَﻃﺮﺍﻑُ ﺍﻟﺮِﻣﺎﺡِ ﺛِﻴﺎﺑِﻴﺎ
ﻭَﻗﻮﻣﺎ ﻋَﻠﻰ ﺑِﺌﺮِ ﺍﻟﺴَّﻤﻴﻨَﺔِ ﺃﺳﻤِﻌﺎ --- ﺑِﻬﺎ ﺍﻟﻐُﺮَّ ﻭَﺍﻟﺒﻴﺾَ ﺍﻟﺤِﺴﺎﻥَ ﺍﻟﺮﻭﺍﻧِﻴﺎ
ﺑِﺄَﻧَّﻜُﻤﺎ ﺧَﻠَّﻔﺘُﻤﺎﻧﻲ ﺑِﻘَﻔﺮَﺓٍ --- ﺗُﻬﻴﻞُ ﻋَﻠَﻲَّ ﺍﻟﺮﻳﺢُ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴَّﻮﺍﻓِﻴﺎ
ﻭَﻻ ﺗَﻨﺴَﻴﺎ ﻋَﻬﺪﻱ ﺧَﻠﻴﻠَﻲَّ ﺑَﻌﺪَﻣﺎ --- ﺗَﻘﻄﻊُ ﺃَﻭﺻﺎﻟﻲ ﻭَﺗَﺒﻠﻰ ﻋِﻈﺎﻣِﻴﺎ
ﻭَﻟَﻦ ﻳَﻌﺪَﻡَ ﺍﻟﻮلدان ﺑَﺜّﺎً ﻳُﺼﻴﺒُﻬُﻢ --- ﻭَﻟَﻦ ﻳَﻌﺪَﻡَ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙَ ﻣِﻨّﻲ ﺍﻟﻤَﻮﺍﻟِﻴﺎ
ﻳَﻘﻮﻟﻮﻥَ ﻻ ﺗَﺒﻌُﺪ ﻭَﻫُﻢ ﻳَﺪﻓِﻨﻮﻧَﻨﻲ --- ﻭَﺃَﻳﻦَ ﻣَﻜﺎﻥُ ﺍﻟﺒُﻌﺪِ ﺇِﻻ ﻣَﻜﺎﻧِﻴﺎ
ﻏَﺪﺍﺓَ ﻏَﺪٍ ﻳﺎ ﻟَﻬﻒَ ﻧَﻔﺴﻲ ﻋَﻠﻰ ﻏَﺪٍ --- ﺇِﺫﺍ ﺃﺩﻟﺠﻮﺍ ﻋَﻨّﻲ ﻭَﺃَﺻﺒَﺤﺖُ ﺛﺎﻭِﻳﺎ
ﻭَﺃَﺻﺒَﺢَ ﻣﺎﻟﻲ ﻣِﻦ ﻃَﺮﻳﻒٍ ﻭَﺗﺎﻟِﺪٍ --- ﻟِﻐَﻴﺮﻱ ﻭَﻛﺎﻥَ ﺍﻟﻤﺎﻝُ ﺑِﺎﻷَﻣﺲِ ﻣﺎﻟِﻴﺎ
ﻓَﻴﺎ ﻟَﻴﺖَ ﺷِﻌﺮﻱ ﻫَﻞ ﺗَﻐَﻴَّﺮَﺕِ ﺍﻟﺮَّﺣﺎ --- ﺭﺣﺎ ﺍلحرب ﺃَﻭ ﺃَﻣﺴَﺖ ﺑِﻔَﻠﺞٍ ﻛَﻤﺎ ﻫِﻴﺎ
ﺇِﺫﺍ ﺍﻟﺤَﻲُّ ﺣَﻠَّﻮﻫﺎ ﺟَﻤﻴﻌﺎً ﻭَﺃﻧﺰﻟﻮﺍ --- ﺑِﻬﺎ ﺑَﻘَﺮﺍً ﺣُﻢَّ ﺍﻟﻌُﻴﻮﻥِ ﺳَﻮﺍﺟِﻴﺎ
ﺭَﻋَﻴﻦَ ﻭَﻗَﺪ ﻛﺎﺩَ ﺍﻟﻈَّﻼﻡُ ﻳُﺠِﻨُّﻬﺎ --- ﻳَﺴﻔﻦَ ﺍﻟﺨُﺰﺍﻣﻰ ﻣَﺮَّﺓً ﻭَﺍﻷَﻗﺎﺣِﻴﺎ
ﻭَﻫَﻞ ﺃَﺗﺮُﻙ ﺍﻟﻌﻴﺲَ ﺍﻟﻌَﻮﺍﻟﻲ ﺑِﺎﻟﻀُﺤﻰ --- ﺑِﺮُﻛﺒﺎﻧِﻬﺎ ﺗَﻌﻠﻮ ﺍﻟﻤِﺘﺎﻥَ ﺍﻟﻔَﻴﺎﻓِﻴﺎ
ﺇِﺫﺍ ﻋُﺼَﺐُ ﺍﻟﺮُﻛﺒﺎﻥِ ﺑَﻴﻦَ ﻋُﻨَﻴﺰَﺓٍ --- ﻭَﺑﻮﻻﻥَ ﻋﺎﺟُﻮﺍ ﺍﻟﻤُﺒﻘِﻴﺎﺕِ ﺍﻟﻨَﻮﺍﺟِﻴﺎ
ﻓَﻴﺎ ﻟَﻴﺖَ ﺷِﻌﺮﻱ ﻫَﻞ ﺑَﻜَﺖ ﺃُﻡُّ ﻣﺎﻟِﻚٍ --- ﻛَﻤﺎ ﻛُﻨﺖُ ﻟَﻮ ﻋﺎﻟَﻮﺍ ﻧَﻌِﻴَّﻚِ ﺑﺎﻛِﻴﺎ
ﺇِﺫﺍ ﻣﺖُّ ﻓَﺎِﻋﺘﺎﺩﻱ ﺍﻟﻘُﺒﻮﺭَ ﻭَﺳَﻠِّﻤﻲ --- ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﺮَﻣﺲِ ﺃُﺳﻘﻴﺖِ ﺍﻟﺴَﺤﺎﺏَ ﺍﻟﻐَﻮﺍﺩِﻳﺎ
ﻋَﻠﻰ ﺟَﺪَﺙٍ ﻗَﺪ ﺟَﺮَّﺕِ ﺍﻟﺮﻳﺢُ ﻓَﻮﻗَﻪُ --- ﺗُﺮﺍﺑﺎً ﻛَﺴَﺤﻖِ ﺍﻟﻤَﺮﻧُﺒﺎﻧِﻲِّ ﻫﺎﺑِﻴﺎ
ﺭَﻫﻴﻨَﺔُ ﺃَﺣﺠﺎﺭٍ ﻭَﺗُﺮﺏٍ ﺗَﻀَﻤَّﻨَﺖ --- ﻗَﺮﺍﺭَﺗُﻬﺎ ﻣِﻨّﻲ ﺍﻟﻌِﻈﺎﻡَ ﺍﻟﺒَﻮﺍﻟِﻴﺎ
ﻓَﻴﺎ راكباً ﺇِﻣّﺎ ﻋَﺮﺿﺖَ ﻓَﺒﻠﻐﻦ --- ﺑَﻨﻲ ﻣﺎلك ﻭَﺍﻟﺮَّﻳﺐَ ﺃَﻥ ﻻ ﺗَﻼﻗِﻴﺎ
وبلّغ أخي عمران بُردي ومئزري --- وبلّغ عجوز يوم أن لا تلاقيا
وسلم على شيخيّ مني كليهما --- وبلغ كثيراً وابن عمي وخاليا
ﻭَعطِّل ﻗَﻠﻮﺻﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮِّﻛﺎﺏِ ﻓَﺈِﻧَّﻬﺎ --- ﺳَﺘَﻔﻠِﻖُ ﺃَﻛﺒﺎﺩﺍً ﻭَﺗﺒﻜﻲ ﺑَﻮﺍﻛِﻴﺎ
ﻭَﺃَﺑﺼَﺮﺕُ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺯِﻧِﻴَّﺎﺕِ ﻣﻮﻫِﻨﺎً --- ﺑِﻌَﻠﻴﺎﺀَ ﻳُﺜﻨﻰ ﺩﻭﻧَﻬﺎ ﺍﻟﻄَّﺮﻑُ ﺭﺍﻧِﻴﺎ
ﺑِﻌﻮﺩِ ﺍﻟﻨّﺠﻮﺝ ﺃَﺿﺎﺀَ ﻭَﻗﻮﺩُﻫﺎ --- ﻣَﻬﺎً ﻓﻲ ﻇِﻼﻝِ ﺍﻟﺴِّﺪﺭِ ﺣﻮﺭﺍً ﺟَﻮﺍﺯِﻳﺎ
ﻏَﺮﻳﺐٌ ﺑَﻌﻴﺪُ ﺍﻟﺪﺍﺭِ ﺛﺎﻭٍ ﺑِﻘَﻔﺮَﺓٍ --- ﻳَﺪَ ﺍﻟﺪَّﻫﺮِ ﻣَﻌﺮﻭﻓﺎً ﺑِﺄَﻥ ﻻ ﺗَﺪﺍﻧِﻴﺎ
ﺗَﺤَﻤَّﻞَ ﺃَﺻﺤﺎﺑﻲ ﻋَﺸﺎﺀً ﻭَﻏﺎﺩَﺭﻭﺍ --- ﺃَﺧﺎ ﺛِﻘَﺔٍ ﻓﻲ ﻋَﺮﺻَﺔِ ﺍﻟﺪﺍﺭِ ﺛﺎﻭِﻳﺎ
ﺃُﻗَﻠِّﺐُ ﻃَﺮﻓﻲ ﺣَﻮﻝَ ﺭَﺣﻠﻲ ﻓَﻼ ﺃَﺭﻯ --- ﺑِﻪِ ﻣِﻦ ﻋُﻴﻮﻥِ ﺍﻟﻤُﺆﻧِﺴﺎﺕِ ﻣُﺮﺍﻋِﻴﺎ
ﻭَﺑِﺎﻟﺮَّﻣﻞِ ﻣِﻨّﺎ ﻧﺴﻮَﺓٌ ﻟَﻮ ﺷَﻬِﺪﻧَﻨﻲ --- ﺑَﻜَﻴﻦَ ﻭَﻓَﺪَّﻳﻦَ ﺍﻟﻄَﺒﻴﺐَ ﺍﻟﻤُﺪﺍﻭِﻳﺎ
ﻭَﻣﺎ ﻛﺎﻥَ ﻋَﻬﺪُ ﺍﻟﺮَّﻣﻞِ ﻋِﻨﺪﻱ ﻭَﺃَﻫﻠِﻪِ --- ﺫَﻣﻴﻤﺎً ﻭَﻻ ﻭَﺩَّﻋﺖُ ﺑِﺎﻟﺮَّﻣﻞِ ﻗﺎﻟِﻴﺎ
ﻓَﻤِﻨﻬُﻦَّ ﺃُﻣّﻲ ﻭَﺍِﺑﻨَﺘﺎﻱَ ﻭَﺧﺎﻟﺘﻲ --- ﻭَﺑﺎﻛِﻴَﺔٌ ﺃُﺧﺮﻯ ﺗﻬﻴﺞُ ﺍﻟﺒَﻮﺍﻛِﻴﺎ
_________________