حوار بين طالب ومعلم
الطالب :
أمعلمي ماذا عسى شعري
يبدي من المكنون في أغواري
في داخلي قيثارة أوتارها
شدت فأين أنامل الأفكار
مهما أقل في ذكر فضلك انها
بعض من القطرات من أنهار
كيف السبيل إذا ًلصوغ مشاعري
كهديه من شاكر محتار
المعلم :
مهلاً فلا تكثر بني ولا تزد
يكفي فلست بطالب الإكثار
لم أسع يوماً للمديح ولم أرم
شيئاً من الدنيا أو الدينار
أبني العقول وهذه هي متعتي
وسعادتي في ذلك الإعمار
أنا زارع يا أيها البستان هل
أرجو جزاء تعهدي أزهاري
الطالب :
أنا إن أكن بستان زهر ناضر
فلأنت سر نضارة الأزهار
أودعت في نفسي المحاسن كلها
وسقيتها مستعذب الأمطار
وأضأت من كفيك نور بصيرني
وشققت لي في ظلمتي إبصاري
من كان هذا صنعه فجزاؤه
من جنسه نور على أنوار
المعلم :
أبني قد أسعدتني ولكم أنا
جذل بذاك الحب والإكبار
واعلم بأن العلم يرفع من له
يدعو وينشره كنهر جار
حتى الخلائق لا تمل لذكره
ولقد تفيض عليه باستغفار
هذا طريق با بني فربما
تختار أن تمشي على آثار