الْجُمُعَة ُيَوْم ٌمِنْ أيَّام ِاللهِ ، بلْ هو غُرَّة ُ هذِهِ الأيَّام ِوأفْضلُها وأعْظمُها ..
حَبَاهُ اللهُ – جَلَّ فى عُلاه ِ - مِنَ الفضْل ِوالتكْريْم ِما لا يتَّصِفُ بهِ يَوْمٌ غيْرُهُ ؛
فقد نزَلَت باسْمِهِ سُورَة ٌفي القُرْآن الكَريْم ِهى سُورَة ُ " الْجُمُعَةِ "..
ووَرَدَتْ الأحاديْثُ النبويَّةِ المُتواتِرَة ِفي بيان ِعِظم ِهذا اليَوْْم ِوفضْلِه ِوأهَمِّيتِهِ ..
عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
( إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ،
وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ، فِيهِ خَمْسُ خِلالٍ :
خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ ،
وَفِيهِ سَاعَةٌ لا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ ، مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا ،
وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلا سَمَاءٍ وَلا أَرْضٍ وَلا رِيَاحٍ
وَلا جِبَالٍ وَلا بَحْرٍ إِلا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) .
رَواهُ ابنُ ماجَه ، وحسََّنهُ الشَّيْخ الألبانيّ في صحيْح ِالجامِع ِ.
وعن أوْس بن ِأوْس عَن ِالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ :
( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ،
فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ،
فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ،
قَالُوا :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ -أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ- ؟
قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلام ) .
رَواهُ أبو داود ، وصحَّحَهُ ابنُ القيِّم في تعليْقِهِ على سُنن ِأبي داود َ،
وصحَّحَهُ في صحيْح ِأبي داود َ.
و مِنْ فضائل ِهذا اليَوْم ِ:
(1) تُقامُ فيه صلاة ُالجُمُعةِ ، وهي أفضلُ الصَّلواتِ :
قالَ اللهُ تعالى فى سُورَة ِ" الجُمُعةِ " :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } ..
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِي اللهُ عنهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
( الصَّلاةُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ ).
رَواهُ مُسْلِم .
(2) صلاة ُالفجْر ِجَماعة ًيَوْمَ الجُمْعَة ِ هى خيْرُصلاةٍ في الأسْبوع ِ .
رَواهُ البَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإيْمان ِ" ، وصحَّحَهُ الألبانيّ في صحيْح ِالجامِع ِ.
ومِنْ خصائِِص ِصلاة ِفجْر ِالجُُمُعَة ِأنهُ يُسَنُّ فيْها أنْ يَقرأ المُصلِّي في الرَّكْعةِ الأولى
سُورَة َ " السَّجْدةِ " ، وفى الرَّكْعةِ الثانيةِ سُورَة َ " الإنسان ِ" .
وفى ذلكَ قالَ الحافِظ ُابْنُ حَجَر العَسْقلانِىّ :
( قِيلَ :
إِنَّ الْحِكْمَة فِي هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ الإِشَارَة إِلَى مَا فِيهِمَا مِنْ ذِكْر خَلْق آدَم
وَأَحْوَال يَوْم الْقِيَامَة , لأَنَّ ذَلِكَ كَانَ وَسَيَقَعُ يَوْم الْجُمُعَة ) .
(3) مَنْ ماتَ في يَوْم ِالْجُمُعَةِ أوليلتها وقاهُ اللهُ فِتنة َالقبْر ِ.
عَنْ عبْد ِاللهِ بن ِعَمْرو - رَضِي اللهُ عنهُما - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ ) .
رَواهُ الترْمِذيُّ ، وصحَّحَهُ الألبانيّ في "أحْكام ِالجنائِز" .
(4) فيْهِ ساعة ٌ فيْها الخيْرُ العَميْمُ والرِّزْقُ والأجْرُالوفيْرُ ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِي اللهُ عنهُ - قَالَ :
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
( فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَسَأَلَ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إنَّ)
رَواهُ البُخارىُّ ومُسْلِمُ
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
( يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً ، لَا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا
إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ )
رَواهُ أبو داودَ والنَّسائيُّ ، وصحَّحَهُ الألبانيّ
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ :
قُلْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – جَالِسٌ :
إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يُصَلِّي
يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا قَضَى لَهُ حَاجَتَهُ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ :
فَأَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ .
فَقُلْتُ : صَدَقْتَ ، أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ .
قُلْتُ : أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ ؟
قَالَ : هِيَ آخِرُ سَاعَاتِ النَّهَارِ
قُلْتُ : إِنَّهَا لَيْسَتْ سَاعَةَ صَلَاةٍ ؟
قَالَ :
بَلَى ، إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ جَلَسَ لَا يَحْبِسُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ ، فَهُوَ فِي الصَّلَاةِ )
ابْنُ ماجَه في سُنِنهِ ، وصحَّحَهُ الألبانيّ .
وبَعْدُ ..
هذا نذْرٌ يَسِيْرٌ مِنْ بَحْر زاخِرٍ وفِيْر ٍفى فضائِل ِيَوْم ِالجُمُعة ..
نسألُ اللهُ أنْ يُوفِّقنا لمَرَضاتِهِ وطاعَتِهِ
_________________