قال أحد الشعراء على لسان مدخن :
أمّا أنا فاســمع بدايــةَ قصتـي ..
منـذ التحــقتُ بــشـلّة الأقــرانِ
لم يعلم الأبوانِ أين تـسـكعي ..
بحـثاً عن الأعــقاب و العيـــدانِ
لم تمضِ إلّا أشـهرٌ حتى غدت ..
سيجارة الشيطان طوع بناني
في العيد كانت فرصتي ذهبيةً ..
الجــيبُ ممــلوءٌ ، أبي أعطاني
تابعــت أفلام البطـولة مغـرماً ..
و مشاهدَ التدخــين كلَّ ثواني
أيقنــت أنّ التّبــغَ شــرطٌ لازمٌ ..
كي أنتمي لفصيــلة الشجعانِ
سيجارةُ الأستاذ في مدرستي ..
كانت كوحي الجنّ و الشيطانِ
أذعنـــتُ للـتدخـين دون تـرددٍ ..
وبــدأتُ بعـــد الـسّــرِّ بالإعلانِ
فأبي يدخـنُ و المعلــمُ قدوتي ..
وكلاهمـــا بـسـلوكه أغواني
وطبيبنا في الحيّ كان مدخناً ..
فجـعلته ترســـاً لمن ينهاني
جاوزت مرحلة الـشـبابِ وبعدها ..
مـالــت بصــدري كفّــةُ الميزانِ
أصبحت ألهثُ إن مشيتُ بسرعةٍ ..
والقلبُ يخفقُ والسّعالُ أتاني
أنفقتُ أمــوالي أهنـتُ إرادتـي ..
كي لا يُصـــاب التبــغُ بالخذلانِ
هذا الّلدود جـعلته لي صاحــباً ..
أردفته خــلفي فبــاع حـصاني
لم أتّعظْ مما جـرى للـسابقين ..
وصمدتُ لكن فزتُ بالخســرانِ
هذي حـكايةُ من يذوب نـدامةً ..
فاحذر صديقي أن تكون الثاني