الفرق بين القرآن والحديث القدسي:
هناك عدة فروق بين القرآن الكريم والحديث القدسي أهمها:
١- أن القرآن الكريم كلام الله أوحى به إلى رسول الله بلفظه، وتحدى به العرب، فعجزوا عن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور مثله، أو بسورة من مثله، ولا يزال التحدي به قائما، فهو معجزة خالدة إلى يوم الدين.
والحديث القدسي لم يقع به التحدي والإعجاز.
٢- والقرآن الكريم لا ينسب إلا إلى الله تعالى، فيقال: قال الله تعالى.
والحديث القدسي -كما سبق- قد يروى مضافا إلى الله وتكون النسبة إليه حينئذ نسبة إنشاء فيقال: قال الله تعالى، أو: يقول الله تعالى، وقد يروى مضافا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتكون النسبة حينئذ نسبة إخبار لأنه عليه الصلاة والسلام هو المخبر به عن الله، فيقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه عز وجل.
٣- والقرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر، فهو قطعي الثبوت، والأحاديث القدسية أكثرها أخبار آحاد، فهي ظنية الثبوت. وقد يكون الحديث القدسي صحيحا، وقد يكون حسنا، وقد يكون ضعيفا.
٤- والقرآن الكريم من عند الله لفظا ومعنى، فهو وحي باللفظ والمعنى.
والحديث القدسي معناه من عند الله، ولفظه من عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الصحيح فهو وحي بالمعنى دون اللفظ، ولذا تجوز روايته بالمعنى عند جمهور المحدثين.
٥- والقرآن الكريم متعبد بتلاوته، فهو الذي تتعين القراءة به في الصلاة: {فاقرأوا ما تيسر من القرآن}، وقراءته عبادة يثيب الله عليها بما جاء في الحديث: "من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "ألم" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"، رواه الترمذي عن ابن مسعود وقال: حديث حسن صحيح.
والحديث القدسي لا يجزئ في الصلاة، ويثيب الله على قراءته ثوابا عاما، فلا يصدق فيه الثواب الذي ورد ذكره في الحديث على قراءة القرآن، بكل حرف عشر حسنات.
_________________