أتذري عينُهُ فضَضَ الجمان
أحمد محمد المجلسي
قصيدة كتبها الشيخ يصف فيها أماكن بالمدينة النبوية قبل أن يزورها
فلما قدر الله له زيارتها كان ترتيب مواقع الأماكن كما ذكرها في قصيدته
أتذري عينُهُ فضَضَ الجمان
غراماً من تذَكّره المغاني
مغان بالعقيق إلى المنقّى
على أحد تذكرها شجاني
ومن تذكار منزلة بسلع
إلى الجمّا تعاني ما تعاني
فهل عزم يصول على التواني
وهل بعد التباعد من تداني
وهل أغدو بكور الطير رحلي
على وجناء دوسرة هجان
تَبُذُّ العيس لاحقَةً كلاها
وتطوي البيد مسنَفَةَ اللبانِ
تُرى بعد الدءوب كأخدري
بيَمؤودٍ أرنّ على أتانَ
حداها شوق دار الفتح مثوى
إمام الرسل مأمن كل جان
ومعقل من تعاورَه الدواهي
وكاسب معدم وفكاك عان
بعيشك صف شمائله فإني
أحن إلى شمائله الحسان
يلاقي المعتفين بهم رحيما
لدى اللزبات منهَمِر البنان
يجود من العيون بمكفهرّ
يسح على القلوب مدى الزمان
ويوليها إذا صدئت جلاء
لما فيهن من صدإ وران
ويشفى بالمسيس عضال داء
دوما للأساة به يدان
ويلقاهم بوجه أب عطوف
رؤوف في القيامة ذي حنان
ويسقيهم وقد خرجوا ظماء
بأشهى من مروقة الدنان
وكم وافى القيامة من مسيء
عميد القلب ملتاثِ اللسان
عليه من الكبائر موبقات
يضيق بها بيان ذوي البيان
تأملها فلما أن رآها
تفوت العد أيقن بالهوان
فأضحى آمنا ما كان يخشى
ونال بجاهه أقصى الأماني
فظل لواه مأوى مستظل
وناهيكم بذاك علُوّ شان
يدير على العداة كؤوس صاب
كريه الطعم عند ذويه آن
فكم من موطنٍ ذرب شباه
أباد سراتهم وسبى الغواني
بذي لجَبٍ تضل البلق فيه
تظل الطير فوقهم دواني
على نهد المراكلِ شيظَميٍّ
أقبّ مُطَهم سلس العنان
وما ذو لبدتين ببطن ترجٍ
أبو شبلين مقروحُ الجنان
كصولته ولا فيحُ الجوابي
تشابه ما لديه من الجفان
ولا بدر التمام إذا تبدى
يضاهي البدر ليلة أضحيان
ولا شمس الظهيرة في دجنّ
تحاكي وجنتيه ولا تداني
ملاحة خده لما رأتها
لدى غسرائه حور الجنان
صنعن كما صنعن نسا زليخا
لرؤية يوسف البهج الحسان
دنا في ذلك المرأى دنُوّاً
من الرحمن ما يدنوه دان
وذاك القرب تقريب اصطفاء
وليس عن المسافة والمكان
ملائكة الطباق السبع قامت
تبادلُ بالسجود أو التهاني
وهل تثني العبيد عليك يا من
على أخلاقه تثني المثاني
فأنت وسيلتي في كل كرب
عن الرحمن تفرجُ ما عناني
وأنت المرتجى والمنحمني
إذا ما الموت عن كثب رماني
بجاه المصطفى أدعوك يا ذا العطا
يا والحنان والامتنان
فجد لي بالهدى وامنن بتوب
وكفر من ذنوبي ما دهاني
وحطنا واكفنا شر الأعادي
جميعا واضربن سور الأماني
_________________