وصايا لقمان الحكيم لابنه
ــــــــــــــــــــــــــ
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)
* سورة لقمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توجّه لقمان الحكيم بالوصيّة إلى أعزّ النّاس إليه وأقربهم منه رحماً ودماً وهو ابنه، ولقد كانت وصيّته له منطلقة من الخشية عليه، وهذا دأب الصّالحين، قال تعالى في وصف المؤمنين: ( قالوا إنّا كنّا قبلُ في أهلنا مشفقين )، ومن بين الوصايا التي وصّى لقمان بها ابنه ما يلي:
اجتناب الشّرك بالله تعالى، فالشّرك بالله هو ظلمٌ عظيم وضلالٌ مبين، وهو أعظم الذّنوب وأكبر الكبائر والموبقات، والشّرك لا يغفر لصاحبه بينما يغفر له ما دون ذلك من المعاصي والذّنوب.
الوصيّة بالوالدين خيراً، فبرّ الوالدين هو من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى.
الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، فهذا ممّا يرضي الله تعالى عن العباد، كما يقي الله جل وعلا الأمّة من العذاب والسّخط الإلهي حينما تتواصى بالمعروف والخير وتتناهى عن الفحشاء والمنكر، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
التّواضع، فالتّواضع هو خلقٌ رفيع، ومن مظاهره القصد في المشي والبعد عن الخيلاء، وغضّ الصّوت وتجنّب رفعه.