ربحت العجوز لكرمها..!
************
خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر- رضي الله عنهم - قاصدين الحج ،ففاتتهم أمتعتهم مع القافلة ، فجاعوا وعطشوا ، فمروا بامرأة عجوز فسألها أحدهم:
هل من شراب ؟ قالت : نعم ، فنزلوا إليها وليس معها إلا شاة صغيرة فقالت : احلبوها فاشربوا لبنها ، فشربوا ، فقالوا : هل من طعام ؟ قالت : لا ، إلا هذه الشاة ، فليذبحها أحدكم حتى أهىء لكم ما تأكلون ، فقام إليها أحدهم فذبحها وسلخها ، ثم هيأت لهم طعاماً فأكلوا وأقاموا عندها حتى هدأت حرارة الشمس . فلما ارتحلوا قالوا: نحن نفر من قريش نريد الحج، فإذا رجعنا سالمين، فألمي بنا، فانا صانعون لك خيراً، وارتحلوا .
وأقبل زوجها ، فأخبرته بخبر القوم والشاة ، فغضب وقال : ويحك أتذبحين شاتي لقوم لا أعرفهم ، ثم تقولين نفر من قريش !
وبعد مدة ذهبت العجوز إلى المدينة فإذا بالحسن بن علي واقف بباب داره فعرفها ، فبعث إليها غلامه فأتى بها ، فقال لها : يا أمة الله ، أتعرفيني ؟
قالت : لا ! قال : أنا ضيفك بالأمس يوم كذا وكذا ! قالت : بأبي أنت وأمي !
وأقبل فاشترى لها ألف شاة وأمر لها بألف دينار وبعث بها مع غلامه إلى الحسين فأمر لها بمثل ذلك ،وبعث بها إلى عبد الله بن جعفر ، فقال لها : بكم وصلك الحسن والحسين ؟ قالت : بألفي دينار ! وألفي شاة . فقال لها : لو بدأت بي لأتعبتهما في العطاء ! أعطوها عطيتها .فرجعت العجوز إلى زوجها بأربعة آلاف دينار وأربعة آلاف شاة .