أمتي .. عمرو أبو ريشة
..............................
أمتي هل لك بين الأمم : منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق : خجلا من أمسك المنصرم
ويكاد الدمع يهمي عابثا : ببقايا كبرياء الألم
أين دنياك التي أوحت إلى : وتري كل يتيم النغم
كم تخطيت على أصدائه : ملعب العز ومغنى الشمم
وتهاديت كأني ساحب : مئزري فوق جباه الأنجم
أمتي كم غصة دامية : خنقت نجوى علاك في فمي
أي جرح في إبائي راعف : فاته الآسي فلم يلتئم
ألإسرائيل تعلو راية : في حمى المهد وظل الحرم !؟
كيف أغضيت على الذل ولم : تنفضي عنك غبار التهم ؟
أوما كنت إذا البغي اعتدى : موجة من لهب أو من دم !؟
كيف أقدمت وأحجمت ولم : يشتف الثأر ولم تنتقمي ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي : وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها : تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت : ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم .... لكنها : لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجدته : لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه : إن يك الراعي عدوَّ الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما : كان في الحكم عبيدُ الدرهم
أيها الجندي يا كبش الفدا : يا شعاع الأمل المبتسم
ما عرفت البخل بالروح إذا : طلبتها غصص المجد الظمي
بورك الجرح الذي تحمله : شرفا تحت ظلال العلم