حــوار بيني وبين أمي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أمّـي تُـسـائلُني تبكي من الغضبِ : مـا بـالُ أمّـتنا مـقطوعـة السّـببِ؟!
مـا بـال أمَّـتنــا فَـلَّـــتْ ضفائِرَهَـــا : و عرّضت وجهَهَا القمحيّ للّهـبِ؟!
مـا بـال أمَّـتنــا ألقــتْ عباءَتَهـــــا : و أصبحت لعبــةً مـن أهـونِ اللّعَبِ؟!
مـا بـال أمَّـتنــا تجـري بـلا هــدفٍ : و ترتمي في يدي بـاغٍ و مغتـصبِ؟!
مـا بـال أمّـتنــا صــارت معـلّقــــةً : علــى مشـــانق أهـلِ الغـدر والكذبِ؟!
مـا بالُهــا مزّقَـتْ أسـبابَ وحـدتها : و لـم تُراعِ حقوق الدين و النّـسَـــبِ؟!
أمّـي تُســائلُنِـي و الحزن يُلجمني : بُنـيَّ مَالك لم تنطـقْ و لم تُجـبِ؟!
ألســت أنـت الّـذي تشــدو بأمتنـا : وتدّعـي أنَّها مـشـدودةُ الطُّنبِ؟!
و تــدّعــي أنَّهــا تســـمـو بهمّتهـا : و تـدّعــي أنَّهــا مــرفـوعــةُ الرّتــبِ؟!
بنيَّ قلْ لي لماذا الصّمتُ في زمنٍ : أضحى يعيش على التّهريج والصّخبِ؟!
أمَّاه .. لا تـسـألـي إنّي لجأت إلى : صمتـي، لكثرةِ مَا عانيت من تعبي
إنّــي حـملـت همــوماً، لا يصورها : شـــعرٌ، و تعجــزُ عنها أبلـغُ الخطب ِ
ماذا أقــولُ؟، و في الأحداثِ تذكرةٌ : لمــن يعــي ، و بيانٌ غيــر مقتـضبِ
تحـدّث الجـرحُ يا أمّــاه فاسـتمعي : إليـــه و اعتصمـي بـاللهِ و احتسبي
د. عبد الرحمن العشماوي