( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )-
*************************
بينما مالك بن دينار - رضي الله عنه - في طريقه للحج رأى غرابا يطير و في فمه رغيف فتعجب قائلا: غراب يطير وفى فمه رغيف ! فتبعه مالك حتى نزل الغراب عند غار في البادية فتقدم إليه فرأي رجلاً مقيدا بالحبال وبين يديه الرغيف فسأل الرجل : من تكون ؟ ومن أي البلاد أنت ؟ فقال الرجل : أنا من الحجاج ؛ أخذ اللصوص مالي ومتاعي وشدوني وألقوني في هذا الغار فصبرت على الجوع أياماً ثم توجهت إلي ربي بقلبي وقلت : يا من قال في كتابه العزيز : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) . فأنا مضطر فارحمني . فأرسل الله إلي هذا الغراب بطعامي
فحله مالك من وثاقة وأقبل معه يبحث عن ماء ليروي ظمأه فرأى ظباء تحوم حول بئر، واقتربا منها فابتعدت الظباء فشربا من البئر، وحفرا حفرة وملأها بالماء لتشرب الظباء، وابتعدا عنها فأقبلت الظباء فشربت حتى ارتوت؛ فسمع مالك هاتفاً يهتف به قائلاً : يا مالك دعانا صاحبك وتوجه إلينا بقلبه ونفسه ، فأجبناه ، وأطعمناه ، وحللنا وثاقه ، وسقيناه ، وتوكلت علينا الظباء فسقيناها
...................................