رزقنا على الله..
"حكاية من تراث السلف "
_________________
اشتهر حاتم الأصم بزهده وورعه ،
وفي إحدى السنوات اعتزم أداء فريضة الحج
، فبكى أولاده وقالوا له : إلى من تكلنا ؟
وكانت له بنت صغيرة عابدة
، فقالت : دعوه يذهب فليس برزاق إلا الله. ووالله لقد عهدت أباكم أكالا لا رزاقا .
فخرج حاتم مسافراً
وباتوا جياعاً ، فأقبل أبناؤه يوبخون أختهم الصغرى،
فقالت : اللهم لا تخذلني بينهم .
وبينما هم في هذا الموقف مر بالبيت أمير القوم
، فقال لبعض أصحابه : اطلب لي ماء من هذا البيت .
فأحضر له أبناء حاتم إناءا جديداً مليء بالماء البارد فشرب منه حتى ارتوى .
وقال : دار من هذه ؟
فقالوا له : دار حاتم الأصم
، فرمى الأمير قطعة كبيرة من الذهب في الإناء وقال : من أحبني وافقني (أي فعل مثلي ) فمن كان منكم يحب الأمير فليلق بما معه .
.
فرمى أتباعه من الحرس والجند ما معهم من المال في الإناء حتى امتلأ !
وهنا بكت البنت
، فقالت لها أمها : ما يبكيك وقد وسع
الله علينا ؟
قالت البنت :
( لأنه بنظرة مخلوق , نظر إلينا مخلوق فأغنانا كل هذا الغنى ..فكيف لو نظر إلينا الغني الذي يرزق من يشاء بغير حساب )
....................................................................