تعظيم الله تعالى
____________________________________
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,
كان الله ولم يكن معه شي , فخلق المخلوقات وليس بحاجة لها , فكل شي محتاج إلى
الله سبحانه وتعالى , فلا يتحرك ساكن ولا يسكن متحرك إلا بأمره جل جلاله ,( ألا له
الخلق والأمر ) , غني بذاته عن مخلوقاته صمد لا يحتاج لأحد من خلقه.
هو الله سبحانه الاول ليس قبله شي وهو الأخر ليس بعده شي وهو الظاهر ليس فوقه
شي وهو الباطن ليس دونه شي, ( هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي
عليم )
لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ولا يصفه الواصفون , ولا تغيره الحوادث ولا يخشى
الدوائر , يعلم مثاقيل الجبال ومكايل البحار ويعلم عدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار
وعدد حب الرمال , ويعلم ما أظلم عليه ليل أو أشرق عليه نهار , لا يقهره زمان ولا
سلطان , مالك الملك ذو الجلال والإكرام.
ليس كمثله شي وهو السميع البصير , يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة
الصماء في الليلة الظلماء , بل يرى الدم الذي يجري في عروقها , ويعلم مستقرها
ومستودعها ويرزقها ويرزق جميع الخلائق , لا يعجزه شي ولا يخفى عليه شي قادر
على كل شي مسيطر على كل شي مهيمن على كل شي , ليس كمثله شي وهو السميع
البصير.
الشمس تأفل , والزهور تذبل , والربيع ينتهي إلى خريف والصحة تنتهي الى مرض,
والغنى ينتهي الى فقر , والقوة تنتهي الى ضعف , والحياة تنتهي الى موت, والقارات
يبتلعها المحيط , والمجرات تتصادم وتندثر , والنجوم تنفجر في فضاء الكون وتختفي ,
والله لا يبلى ولا ينتهي .
هو معنا دائما حيث كنا وإن غفلنا عنه وإنشغلنا , ونحن دائما بحاجه إليه وهو ليس
بحاجة أبدا إلينا.
سند من لا سند له , عز من لا عز له , قوة من لا قوة له , مؤنس كل وحيد معطي كل
فقير معز كل ذليل , ناصر كل ضعيف , ملجأ كل خائف , لا ملجأ ولا منجى منه إلا
إليه.
إذا اشتد الهم بالمهموم , والكرب بالمكروب , واشتد المرض بالمريض , وضعف
جسمه وشحب لونه وقلت حيلته وعجز الطبيب , وانطرح المريض , وتوجه الى العلي
الجليل ونادى يا رب يا رب , فزال الداء ونزل الشفاء وسُمع الدعاء.
ثنائنا ثناء عجز أمام عظمته , وشكرنا شكر عجز أمام نعمه . (يقول النبي صلى الله
عليه وسلم : سبحانك لا إحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك )
ان شاء الله نكون دائما مستعدين لخدمة الدين وننوي نية صادقه ما بقى من العمر
نطيع الله فيه ونعظمه في كل مجلس حتى يعظم الله في قلوبنا ونتبع سنة نبيه صلى الله
عليه وسلم في حياتنا .