باب وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية
وتحريم طاعتهم في المعصية
.............................................
قال اللَّه تعالى (النساء 59): {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللَّه، وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم}.
- وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنا إذا بايعنا رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا: (فيما استطعتم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (من خلع يداً من طاعة لقي اللَّه يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهلية) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وفي رواية له: (ومن مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت ميتةً جاهلية).
(الميتة) بكسر الميم.
- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اسمعوا وأطيعوا إن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
- وعن عبد اللَّه بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال: كنا مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلاً، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جَشَرِهِ إذ نادى منادي رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتن يرقق بعضها بعضاً، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه. ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
قوله (ينتضل): أي يسابق بالرمي بالنبل والنشاب.
و (الجشر) بفتح الجيم والشين المعجمة وبالراء: وهي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها.
وقوله (يرقق بعضها بعضا): أي يصير بعضها بعضاً رقيقاً: أي خفيفاً لعظم ما بعده فالثاني يرقق الأول.
وقيل معناه: يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها. وقيل: يشبه بعضها بعضاً.
- وعن أبي هنيدة وائل بن حجر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي اللَّه أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما بأمرنا فأعرض عنه. ثم سأله فقال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
- وعن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها!) قالوا: يا رَسُول اللَّهِ كيف تأمر من أدرك منا ذلك قال: (تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون اللَّه الذي لكم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني فقد أطاع اللَّه، ومن عصاني فقد عصى اللَّه، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
- وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (من كره من أميره شيئاً فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتةً جاهلية) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
- وعن أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (من أهان السلطان أهانه اللَّه)
رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
هذا وفي الباب أحاديث كثيرة في الصحيح.