قسمة الأعرابي
.......................
قدم أعـرابي من أهل البـادية على رجـل من أهل الحـضر ،
وكان عنـده دجـاج كثـير وله امرأة وابـنـان و ابـنتـان
فـقال الأعرابي لزوجـته:
اشـوي لي دجـاجة وقـدميها لنا لنـتـغـدى بهـا .
قال : فـلمـا حضر الغـداء جلسـنا جمـيـعا ، أنا وامـرأتي وابـناي و ابنـتاي و الأعرابي ،
فـدفـعـنا إليـه الدجاجة ، فـقـلنا له : اقـسـمـها بـيـنـنا، نـريـد بذلك أن نـضـحـك منه .
قـال : لا أحـسـن القـسـمة ، فـإن رضـيـتم بـقـسـمتي قسـمت بـيـنكم .
قـلنا : فإنا نرضى بقـسمتك .
فأخذ الدجاجة وقطع رأسها ثم ناولنيه ، وقال الرأس للرئيس ،
ثم قطع الجناحين وقال : والجناحان للابنين ،
ثم قطع الساقين فقال : الساقان للابنتين ،
ثم قطع العجز وقال : العـجز للعجـوز ،
ثم قال : الزور للزائر ، فأخذ الدجاجة بأسرها !
فلما كان الغـد قلت لامرأتي اشـوي لنا خمس دجاجات .
فلما حضر الغـداء قلنا له : اقـسم بيـنـنا .
قال : أظنكم قد غضـبتم من قسـمتي أمس .
قلنا : لا ، لم نغـضب ، فاقـسم بيـننا .
فـقال : شـفـعا أو وترا ؟
قـلنا : وترا .
قـال : نعم . أنت و امرأتك ودجـاجة ثلاثة ، ورمى بدجـاجة ،
ثم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة ، ورمى بالثانية .
ثم قال : وابـنتاك ودجاجة ثلاثة ، ورمى بالثالثة .
ثم قال وأنا ودجاجتان ثلاثة . فأخذ الدجاجتين ،
فرآنا ونحن ننظر إلى دجاجتيه ، فقال : ما تنظرون ، لعلكم كرهتم قسمتي ؟ الوتر ما تجيء إلا هكذا .
قـلنا : فاقـسـمها شـفـعا .
فـقبض الخمس الدجاجات إليه ثم قال : أنت وابناك ودجاجة أربعة ، ورمى إليـنا بدجاجة .
والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة ، ورمى إليهن بدجاجة .
ثم قال : وأنا و ثلاث دجاجات أربعة ، وضم إليه ثلاث دجاجات .
ثم رفع رأسه إلى السـماء وقال : الحـمد لله ، أنت فهًـمتها لي !